تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

القدس لنا

( القدس لنا )
٢٠|٣|١٤٣٩هـالموافق ٨|١٢|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، المسجد الأقصى المبارك جزء من عقيدة هذه الأمة وهويتها ومهما اختلف أفراد هذه الأمة سياسيًا وفكريًا وثقافيًا فلن يختلفوا على المسجد الأقصى المبارك، فهو نقطة الاجتماع ومحور الاتفاق ومركز الالتقاء، ترفرف فوق المسجد الأقصى ذكريات الإسراء والمعراج حيث صلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بجميع النبيين والمرسلين، وتعلو فوق المسجد الأقصى ذكريات الفتوحات الإسلامية والشروط العمرية، أرضٌ تشربت دماء الشهداء الزكية، وخفقت فوق جبالها وسهولها رايات الإسلام الأبية، وسطرت فوق ترابها في ملاحم سلاطين الإسلام والأمراء ومناقب العلماء والصالحين..
بيت المقدس جزء من كيان هذه الأمة وتاريخِها وجهادِها ودعوتِها وعلمِها وثقافتِها وحضارتِها وحكمِها..
إن هذا التاريخ أقوى من القرارات والكلمات والحبر والأقلام.
وعجيبٌ أن يصدر قرار يجعل عاصمة البلاد المحتلة عاصمةً أبديةً للمحتلين والغاصبين! بدلًا من مطالبة المحتلين بالرحيل عنها وإعادتها إلى أهلها الأصليين.
إن هذا القرار الباطل يهين مشاعر المسلمين ويصطدم بكل حقائق الشرائع والتاريخ والهوية الإسلامية للقدس.
وهو قرار عدواني متعصب متحيز يجر على المنطقة كلِّها آثارًا كارثية.
فندعو قيادات الأمة العلمية والفكرية والسياسية إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم لمواجهة هذا القرار وآثاره.
ومجالات المواجهة لدى الأمة الإسلامية كثيرة ومتعددة وستؤدي مفعولها إذا دخلت المعركة بجد وإصرار دون حاجة إلى استخدام السلاح والدخول في الحرب.
وعلى الحكومات العربية القيام بواجبها الشرعي في الدفاع عن القدس، وهي فرصة أمام الحكومات العربية للالتحام بصدقٍ بشعوبها وأن تقوم برفض القرار الأمريكي وإلغائه، والسعي الجاد بكل حزم لإعلان القدس عاصمة لفلسطين.
لقد استغلت أمريكا الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية والوهن الحاصل والتفرق والشتات والاضطرابات والحروب الداخلية فوجدتها فرصة سانحة لإبداء البغضاء المكنونة والكراهية المخزونة والتحيز السافر إلى العدو الصهيوني، الذي يمثل الوجه الحقيقي للإرهاب.
كان العالم ينتظر محاكمة الكيان الصهيوني على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية مما دونته الأقلام وصورته الكاميرات وعرضته شاشات التلفاز من جرائم ضد الإنسانية يتجلى فيها الإرهاب في أبشع صوره.
إن هذه الأمة رغم ضعفها وتفرقها تملك كلَّ مقوِّمات القوة وعناصر العزة وأسباب النصر والكرامة وهي قادرة على حماية المسجد الأقصى ونصرة المستضعفين من المسلمين وقادرة على اتخاذ القرارات والإجراءات الرادعة للقرارات المنحازة، ومعها وعد الله بالانتصار على اليهود والمجد والكرامة والسناء والرفعة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " بشِّر هذه الأمة بالسناء والرِّفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض ".
ولكن هذا النصر والعزة والكرامة والتمكين مرهون بالعودة إلى الدين والتمسك بمنهج الله والعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا..
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، قال جل وعلا: " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ".
أحل الله النكاح وحرم السفاح ورغب في الزواج وتيسير تكاليفه وحذر من الفاحشة ووضع الإجراءات والاحترازات والعقوبات الكفيلة بمنعها والحد منها، وصنع الإسلام المجتمع النظيف والحياة الكريمة والأخلاق السامية وجنّب الأمة آثار الفواحش من انتشار الأمراض المستعصية والعلل الصعبة وغير ذلك من آثار الزنا على الفرد والمجتمع.
ولما خرق الغرب سياج الأخلاق ونشر الرذيلة وشجّع عليها سلط الله عليهم الإيدز وغيره من الأمراض القاتلة مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ".
لقد عطلوا العقوبة الشرعية وألغوا الحد فعاقبهم الله بالأمراض الفتاكة والأوجاع المستعصية.
ولما ابتعدنا عن تعاليم ديننا وأخلاقنا أصابنا بعض ما أصاب الكفرة الفجرة من الأمراض.
وهناك أرقام وإحصاءات مخيفة حول ضحايا الإيدز في حضرموت خصوصًا وفي اليمن عمومًا.
والإيدز ينتقل غالبًا عن طريق الفاحشة..
وعلاج هذا الوباء بالعودة للدين والتمسك بالأخلاق والفضيلة وترك الفواحش وتفعيل شرطة الآداب وإقامة الحدود الشرعية والتعزيرات على المخالفين.
حفظ الله بلادنا من الشرور والفتن..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More