ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
٢٧|٣|١٤٣٩هالموافق ١٥|١٢|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال الله جل وعلا: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ".
ينهى الله سبحانه وتعالى عن التعاون على الإثم والعدوان.
ومن التعاون على الإثم والعدوان: إعانة الظالمين على ظلمهم ومساعدتهم على بغيهم باللسان أو القلم أو اليد أو المال.
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعةٌ، خمسةٌ وأربعة، أحدُ العددين من العرب والآخَرُ من العجم، فقال: " اسمعوا، هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء؟ فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد عليَّ الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يُعِنهم على ظلمهم ولم يصدِّقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه, وهو واردٌ علي الحوض ".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا كعبَ بنَ عُجْرة، أعيذك بالله من إمارة السفهاء، إنها ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدّقهم بكذبهم فليس مني ولست منه، ولن يَرِدَ علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يُعِنهم على ظلمهم ولم يصدِّقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وسَيَرِدُ علي الحوض، يا كعبَ بنَ عُجْرة، الصلاة قربان، والصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطية كما يطفئ الماءُ النار، والناس غاديان: فمبتاعٌ نفسَه فمعتقٌ رقبتَه وموبقُها، يا كعبَ بنَ عُجْرة، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحت ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: الحيلولة دون تنفيذ العقوبات الشرعية على الجناة عن طريق الشفاعات والوساطات.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله رَدَغَةَ الخبال حتى يخرج مما قال ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان نصرة القبيلة والمحاربة معها على الباطل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتِل فقِتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهدَه فليس مني ولست منه ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: الرشوة وأعظمها الرشوة في الحكم قال الله جل وعلا: " وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ".
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي في الحكم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ومن التعاون على الإثم والعدوان: تسجيل الموظفين حاضرين وهم غائبون، وإعفاؤهم من العمل مع حاجة المجتمع لعملهم وخدمتهم.
ومن التعاون على الإثم والعدوان: شراء المسروقات والمغصوبات والمنهوبات من اللصوص والغاصبين والناهبين، قال الإمام أحمد رحمه الله: " إذا اشترى الرّجل من رجل شيئًا وهو يعلم أنّه سرقه فقد شاركه ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: تزوير الشهادات، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: " كُنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ - قاله ثلاثًا - قلنا: بلى يا رسولَ الله، قال: الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدين، ألا وشهادةُ الزور وقولُ الزور - وكان متَّكئا فجلس - فما زال يكرّرُها حتى قلنا: ليته سكتَ ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: بيع العنب لمن يعصره خمرًا والمساعدة عليها بأي طريقة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرةً: عاصرَها ومعْتصرَها، وشاربَها، وساقِيَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وواهبَها، وآكلَ ثمنها ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: بيع السلاح في الفتنة، والعمل في البنوك الربوية، والإيداع فيها بلا فوائد - فإن كان مع الفوائد فهو الربا - والمصادقة على السلع الفاسدة والأدوية التالفة والسماح بدخولها إلى البلد، والسكوت على خيانات المقاولين والمورّدين..
وأشياء كثيرة يطول المقام بذكرها والمقصود التنبيه لا الاستيعاب. والله الموفق.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٢٧|٣|١٤٣٩هالموافق ١٥|١٢|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال الله جل وعلا: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ".
ينهى الله سبحانه وتعالى عن التعاون على الإثم والعدوان.
ومن التعاون على الإثم والعدوان: إعانة الظالمين على ظلمهم ومساعدتهم على بغيهم باللسان أو القلم أو اليد أو المال.
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعةٌ، خمسةٌ وأربعة، أحدُ العددين من العرب والآخَرُ من العجم، فقال: " اسمعوا، هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء؟ فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد عليَّ الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يُعِنهم على ظلمهم ولم يصدِّقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه, وهو واردٌ علي الحوض ".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا كعبَ بنَ عُجْرة، أعيذك بالله من إمارة السفهاء، إنها ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدّقهم بكذبهم فليس مني ولست منه، ولن يَرِدَ علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يُعِنهم على ظلمهم ولم يصدِّقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وسَيَرِدُ علي الحوض، يا كعبَ بنَ عُجْرة، الصلاة قربان، والصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطية كما يطفئ الماءُ النار، والناس غاديان: فمبتاعٌ نفسَه فمعتقٌ رقبتَه وموبقُها، يا كعبَ بنَ عُجْرة، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحت ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: الحيلولة دون تنفيذ العقوبات الشرعية على الجناة عن طريق الشفاعات والوساطات.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله رَدَغَةَ الخبال حتى يخرج مما قال ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان نصرة القبيلة والمحاربة معها على الباطل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتِل فقِتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهدَه فليس مني ولست منه ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: الرشوة وأعظمها الرشوة في الحكم قال الله جل وعلا: " وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ".
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي في الحكم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ومن التعاون على الإثم والعدوان: تسجيل الموظفين حاضرين وهم غائبون، وإعفاؤهم من العمل مع حاجة المجتمع لعملهم وخدمتهم.
ومن التعاون على الإثم والعدوان: شراء المسروقات والمغصوبات والمنهوبات من اللصوص والغاصبين والناهبين، قال الإمام أحمد رحمه الله: " إذا اشترى الرّجل من رجل شيئًا وهو يعلم أنّه سرقه فقد شاركه ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: تزوير الشهادات، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: " كُنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ - قاله ثلاثًا - قلنا: بلى يا رسولَ الله، قال: الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدين، ألا وشهادةُ الزور وقولُ الزور - وكان متَّكئا فجلس - فما زال يكرّرُها حتى قلنا: ليته سكتَ ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: بيع العنب لمن يعصره خمرًا والمساعدة عليها بأي طريقة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرةً: عاصرَها ومعْتصرَها، وشاربَها، وساقِيَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وواهبَها، وآكلَ ثمنها ".
ومن التعاون على الإثم والعدوان: بيع السلاح في الفتنة، والعمل في البنوك الربوية، والإيداع فيها بلا فوائد - فإن كان مع الفوائد فهو الربا - والمصادقة على السلع الفاسدة والأدوية التالفة والسماح بدخولها إلى البلد، والسكوت على خيانات المقاولين والمورّدين..
وأشياء كثيرة يطول المقام بذكرها والمقصود التنبيه لا الاستيعاب. والله الموفق.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق