وبالوالدين إحسانا
٦|٧|١٤٣٩هـالموافق ٢٣|٣|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، إن بر الوالدين شجرة ذبلت أغصانها وقلت ثمراتها وقل من يتعهدها بالسقي والرعاية في هذا الزمن ونسي كثير من الناس حقوق الوالدين وغفلوا عن البر الذي هو أقرب القربات بعد التوحيد والإيمان.
إن حق الوالدين عظيم بحيث لا يستطيع الإنسان رد الجميل لهما مهما فعل إلا أن يجد والده مملوكًا فيشتريه فيعتقَه.
روى البخاري في الأدب المفرد عن آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة قال حدثنا سعيد بن أبى بردة قال سمعت أبى يحدث: أنه شهد بن عمر رجلًا يمانيًا يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره يقول إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة.
وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه).
وعن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال في تفسير قوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال: لا تمتنع من شيء أحباه.
وعن طَيْسَلة بنِ ميَّاس قال : كنت مع النجدات – وهي فرقة من الخوارج – فأصبتُ ذنوبًا لا أراها الا من الكبائر فذكرت ذلك لابن عمر قال: ما هي؟ قلت: كذا وكذا قال: ليست هذه من الكبائر. هن تسع: الإشراك بالله وقتل نسمة والفرار من الزحف وقذف المحصنة وأكل الربا وأكل مال اليتيم وإلحادٌ في المسجد والذي يستسخر وبكاءُ الوالدين من العقوق. قال لي ابن عمر: أتفرَقُ من النار وتحب أن تدخل الجنة؟ قلت: إي والله! قال: أحيٌ والداك؟ قلت: عندي أمي قال: فو الله لو ألنتَ لها الكلام وأطعمتَها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبتَ الكبائر.
وعن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أنه أتاه رجل فقال: أني خطبت امرأة فأبت أن تَنكِحني وخطبها غيرى فأحبت أن تنكِحَه فغِرتُ عليها فقتلتها! فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت. قال عطاء: فذهبت فسألت ابن عباس لمَ سألتَه عن حياة أمه؟ فقال: أني لا أعلم عملًا أقربَ إلى الله عز وجل من بر الوالدة.
وقال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد).
وعنه أيضًا قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان فقال: (ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما).
وعن أبى الطفيل قال: سئل علي هل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة؟ قال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا ما في قِراب سيفي. ثم أخرج صحيفة، فإذا فيها مكتوب: لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من سرق منار الأرض لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثًا).
وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قالوا: يا رسول الله, من؟ قال: من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدَهما فدخل النار).
وعن هشام بن عروة عن أبيه أو غيره أن أبا هريرة أبصر رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال أبى فقال: لا تسمِّه باسمه ولا تمشِ أمامه ولا تجلس قبله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون, عن أبى جعفر أنه سمع أبا هريرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالدين على ولدهما).
وعن محمد بن شرحبيل أخي بنى عبد الدار عن أبى هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما تكلم مولود من الناس في مهدٍ إلا عيسى ابنُ مريم صلى الله عليه وسلم وصاحبُ جرَيج قيل: يا نبي الله، وما صاحب جرَيج؟ قال: فإن جرَيجًا كان رجلًا راهبًا في صومعة له، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأةٌ من أهل القرية تختلف إلى الراعي – يعني للفاحشة –فأتت أمُّه يومًا فقالت: يا جرَيج، وهو يصلي فقال في نفسه وهو يصلي: أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته ثم صرخت به الثانية فقال في نفسه: أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته ثم صرخت به الثالثة فقال: أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته فلما لم يجبها قالت: لا أماتك الله يا جريج حتى تنظرَ في وجه المومسات – يعني الزانيات – ثم انصرفت فأتِيَ الملِك بتلك المرأة ولدت فقال: ممن؟ قالت: من جرَيج قال: أصاحب الصومعة! قالت: نعم قال: اهدموا صومعته وأتوني به فضربوا صومعته بالفؤوس حتى وقعت فجعلوا يده إلى عنقه بحبل ثم انطِلق به فمُرَّ به على المومسات فرآهن فتبسم! وهن ينظرن إليه في الناس فقال الملِك: ما تزعم هذه؟ قال: ما تزعم؟ قال: تزعم أن ولدها منك! قال: أنت تزعمين؟ قالت: نعم قال: أين هذا الصغير؟ قالوا: هو ذا في حِجرها. فأقبل عليه فقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر! قال الملِك - يعتذر لجرَيج -: أنجعل صومعتَك من ذهب؟ قال: لا. قال: من فضة؟ قال: لا. قال: فما نجعلها؟ قال: ردوها كما كانت قال: فما الذي تبسمت؟ قال: أمرًا عرفتُه، أدركتني دعوة أمي. ثم أخبرهم..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٦|٧|١٤٣٩هـالموافق ٢٣|٣|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، إن بر الوالدين شجرة ذبلت أغصانها وقلت ثمراتها وقل من يتعهدها بالسقي والرعاية في هذا الزمن ونسي كثير من الناس حقوق الوالدين وغفلوا عن البر الذي هو أقرب القربات بعد التوحيد والإيمان.
إن حق الوالدين عظيم بحيث لا يستطيع الإنسان رد الجميل لهما مهما فعل إلا أن يجد والده مملوكًا فيشتريه فيعتقَه.
روى البخاري في الأدب المفرد عن آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة قال حدثنا سعيد بن أبى بردة قال سمعت أبى يحدث: أنه شهد بن عمر رجلًا يمانيًا يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره يقول إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة.
وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه).
وعن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال في تفسير قوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال: لا تمتنع من شيء أحباه.
وعن طَيْسَلة بنِ ميَّاس قال : كنت مع النجدات – وهي فرقة من الخوارج – فأصبتُ ذنوبًا لا أراها الا من الكبائر فذكرت ذلك لابن عمر قال: ما هي؟ قلت: كذا وكذا قال: ليست هذه من الكبائر. هن تسع: الإشراك بالله وقتل نسمة والفرار من الزحف وقذف المحصنة وأكل الربا وأكل مال اليتيم وإلحادٌ في المسجد والذي يستسخر وبكاءُ الوالدين من العقوق. قال لي ابن عمر: أتفرَقُ من النار وتحب أن تدخل الجنة؟ قلت: إي والله! قال: أحيٌ والداك؟ قلت: عندي أمي قال: فو الله لو ألنتَ لها الكلام وأطعمتَها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبتَ الكبائر.
وعن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أنه أتاه رجل فقال: أني خطبت امرأة فأبت أن تَنكِحني وخطبها غيرى فأحبت أن تنكِحَه فغِرتُ عليها فقتلتها! فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت. قال عطاء: فذهبت فسألت ابن عباس لمَ سألتَه عن حياة أمه؟ فقال: أني لا أعلم عملًا أقربَ إلى الله عز وجل من بر الوالدة.
وقال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد).
وعنه أيضًا قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان فقال: (ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما).
وعن أبى الطفيل قال: سئل علي هل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة؟ قال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا ما في قِراب سيفي. ثم أخرج صحيفة، فإذا فيها مكتوب: لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من سرق منار الأرض لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثًا).
وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قالوا: يا رسول الله, من؟ قال: من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدَهما فدخل النار).
وعن هشام بن عروة عن أبيه أو غيره أن أبا هريرة أبصر رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال أبى فقال: لا تسمِّه باسمه ولا تمشِ أمامه ولا تجلس قبله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون, عن أبى جعفر أنه سمع أبا هريرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالدين على ولدهما).
وعن محمد بن شرحبيل أخي بنى عبد الدار عن أبى هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما تكلم مولود من الناس في مهدٍ إلا عيسى ابنُ مريم صلى الله عليه وسلم وصاحبُ جرَيج قيل: يا نبي الله، وما صاحب جرَيج؟ قال: فإن جرَيجًا كان رجلًا راهبًا في صومعة له، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأةٌ من أهل القرية تختلف إلى الراعي – يعني للفاحشة –فأتت أمُّه يومًا فقالت: يا جرَيج، وهو يصلي فقال في نفسه وهو يصلي: أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته ثم صرخت به الثانية فقال في نفسه: أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته ثم صرخت به الثالثة فقال: أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته فلما لم يجبها قالت: لا أماتك الله يا جريج حتى تنظرَ في وجه المومسات – يعني الزانيات – ثم انصرفت فأتِيَ الملِك بتلك المرأة ولدت فقال: ممن؟ قالت: من جرَيج قال: أصاحب الصومعة! قالت: نعم قال: اهدموا صومعته وأتوني به فضربوا صومعته بالفؤوس حتى وقعت فجعلوا يده إلى عنقه بحبل ثم انطِلق به فمُرَّ به على المومسات فرآهن فتبسم! وهن ينظرن إليه في الناس فقال الملِك: ما تزعم هذه؟ قال: ما تزعم؟ قال: تزعم أن ولدها منك! قال: أنت تزعمين؟ قالت: نعم قال: أين هذا الصغير؟ قالوا: هو ذا في حِجرها. فأقبل عليه فقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر! قال الملِك - يعتذر لجرَيج -: أنجعل صومعتَك من ذهب؟ قال: لا. قال: من فضة؟ قال: لا. قال: فما نجعلها؟ قال: ردوها كما كانت قال: فما الذي تبسمت؟ قال: أمرًا عرفتُه، أدركتني دعوة أمي. ثم أخبرهم..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق