حقوق الآدميين
١٣|٧|١٤٣٩هـالموافق ٣٠|٣|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الظلم ثلاثة: فظلم لا يتركه الله، وظلم يُغفَر، وظلم لا يُغفَر، فأما الظلم الذي لا يُغفر، فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم الذي يُغفَر، فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الظلم الذي لا يُترَك، فظلم العباد، فيقتص الله بعضَهم من بعض).
فهذه ثلاثة دواوين:
الديوان الأول: لا يغفره الله، وهو الشرك قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وقال تعالى: (وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) وقال تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ. حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
والديوان الثاني: لا يتركه الله، وهو ظلم العباد فيما بينهم، فهذا لا يتركه الله حتى يقتص بعضُهم من بعض.
ويدخل في هذا الديوان قتل النفس التي حرم الله قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركًا أو مؤمن قتل مؤمنًا متعمدًا) وقال صلى الله عليه وسلم: (من قتل مؤمنًا فاعتبط بقتله - وفي لفظ فاغتبط بقتله - لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا) أي نافلة ولا فريضة وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن مُعنِقًا صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا فإذا أصاب دمًا حرامًا بلَّح ).
أي لا يزال خفيف الظهر نشيطًا فإذا أصاب دمًا حرامًا بلّح أي أعيى وانقطع. يقال: بلّح الرجل إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرك.
ومن هذا الديوان الأموال العقارية والنقدية فمن غصب شبرًا من الأرض بغير حق طوقه من سبع أرضين عن محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أنه كانت بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت: يا أبا سلمة اجتنب الأرض؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ظلم قِيد شبر من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين).
فمن أخذ مال إنسان عقارًا أو نقدًا لزمه رده ولا تقبل توبته إلا بذلك ولو كان شيئًا يسيرًا قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة) فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: (وإنْ قضيبًا من أراك!).
ومن هذا الديوان خطايا اللسان من الغيبة والطعن في الأنساب والكلام في الناس..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله, إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصّدّق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا خير فيها هي من أهل النار).
وشر أنواع الطعن: القدح في العلماء قال ابن عساكر -رحمه الله-:(واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم.. وكل من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلْب بلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب).
والديوان الثالث: ظلم العبد فيما بينه وبين الله -عز وجل-، فذاك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء تجاوز عنه..
اللهم اغفر لنا وتجاوز عنا يا رب العالمين..
أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، بدأ ينتشر هذه الأيام مرض الحصبة والحصبة الألمانية وهما من فصيلة الأمراض الفيروسية المعدية..
ومن أعراض الحصبة: الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم واحمرار العينين وطفح جلدي مميز على كل الجسم يبدأ بالوجه ويظهر عادة في اليوم الثالث إلى اليوم السابع من بداية ظهور الأعراض وقد تحدث الوفاة بسبب المضاعفات.
ومن أعراض الحصبة الألمانية: ظهور طفح جلدي وحمى باردة وغثيان والتهاب في البلعوم وتورم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين وفي الرقبة.
فنوصي بالعلاج الوقائي من الحصبة والحصبة الألمانية من خلال تحصين الأطفال واتباع الإرشادات الطبية..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
١٣|٧|١٤٣٩هـالموافق ٣٠|٣|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الظلم ثلاثة: فظلم لا يتركه الله، وظلم يُغفَر، وظلم لا يُغفَر، فأما الظلم الذي لا يُغفر، فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم الذي يُغفَر، فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الظلم الذي لا يُترَك، فظلم العباد، فيقتص الله بعضَهم من بعض).
فهذه ثلاثة دواوين:
الديوان الأول: لا يغفره الله، وهو الشرك قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وقال تعالى: (وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) وقال تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ. حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
والديوان الثاني: لا يتركه الله، وهو ظلم العباد فيما بينهم، فهذا لا يتركه الله حتى يقتص بعضُهم من بعض.
ويدخل في هذا الديوان قتل النفس التي حرم الله قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركًا أو مؤمن قتل مؤمنًا متعمدًا) وقال صلى الله عليه وسلم: (من قتل مؤمنًا فاعتبط بقتله - وفي لفظ فاغتبط بقتله - لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا) أي نافلة ولا فريضة وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن مُعنِقًا صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا فإذا أصاب دمًا حرامًا بلَّح ).
أي لا يزال خفيف الظهر نشيطًا فإذا أصاب دمًا حرامًا بلّح أي أعيى وانقطع. يقال: بلّح الرجل إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرك.
ومن هذا الديوان الأموال العقارية والنقدية فمن غصب شبرًا من الأرض بغير حق طوقه من سبع أرضين عن محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أنه كانت بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت: يا أبا سلمة اجتنب الأرض؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ظلم قِيد شبر من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين).
فمن أخذ مال إنسان عقارًا أو نقدًا لزمه رده ولا تقبل توبته إلا بذلك ولو كان شيئًا يسيرًا قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة) فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: (وإنْ قضيبًا من أراك!).
ومن هذا الديوان خطايا اللسان من الغيبة والطعن في الأنساب والكلام في الناس..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله, إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصّدّق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا خير فيها هي من أهل النار).
وشر أنواع الطعن: القدح في العلماء قال ابن عساكر -رحمه الله-:(واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم.. وكل من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلْب بلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب).
والديوان الثالث: ظلم العبد فيما بينه وبين الله -عز وجل-، فذاك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء تجاوز عنه..
اللهم اغفر لنا وتجاوز عنا يا رب العالمين..
أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، بدأ ينتشر هذه الأيام مرض الحصبة والحصبة الألمانية وهما من فصيلة الأمراض الفيروسية المعدية..
ومن أعراض الحصبة: الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم واحمرار العينين وطفح جلدي مميز على كل الجسم يبدأ بالوجه ويظهر عادة في اليوم الثالث إلى اليوم السابع من بداية ظهور الأعراض وقد تحدث الوفاة بسبب المضاعفات.
ومن أعراض الحصبة الألمانية: ظهور طفح جلدي وحمى باردة وغثيان والتهاب في البلعوم وتورم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين وفي الرقبة.
فنوصي بالعلاج الوقائي من الحصبة والحصبة الألمانية من خلال تحصين الأطفال واتباع الإرشادات الطبية..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق