دار الفناء

( دار الفناء )
الإثنين ١٦|٣|١٤٣٩هـ
الموافق ٤|١٢|٢٠١٧م
دار الفناء مسرح واسع ومعرض كبير تعرض فيها أسماء لامعة وأحداث مثيرة وارتفاع وانخفاض وانتصار وانكسار وعز وذل وقوة وضعف وكثرة وقلة وتتعاقب فيه على الإنسان الواحد أحوال متباينة وأمور متغايرة.
وهذه الأحداث والأحوال المتغايرة محل للفكر والنظر وميدان للتأمل والاعتبار والسعيد من وعظ بغيره واعتبر بمن مضى قبله فعدّل مساره وأفاق من سكرته وتاب من جريرته واستغفر من خطيئته.
تأتي الأحداث العظيمة للمحاسبة والمراجعة قال عمر رضي الله عنه: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن ".
لكل نبأ مستقر ولكل ظالم نهاية وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ.. ".
يا ابن آدم، عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به وكن كما شئت فكما تدين تدان.
" إن إلى ربك الرجعى " لا بد من لقائه والوقوف بين يديه يستوي في ذلك الأمير والمأمور والجندي والسلطان والجليل والحقير والراعي والطبيب والأمي والعالم النحرير..
يا من بدنياه اشتغل *
وغره طول الأملْ
الموت يأتي فجأة *
والقبر صندوق العملْ
✍🏻 / محمد بن سعيد باصالح

تصنيف : المقالات