تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الجمعة، 18 مايو 2018

فضل رمضان

فضل رمضان
٢|٩|١٤٣٩هـالموافق ١٨|٥|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال الله عز وجل في بيان فرض الصيام والغايةِ منه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فهو عبادة مفروضة علينا وعلى من قبلنا لما فيها من المصالح والمنافع الكثيرة والغاية منها هو تحقيق التقوى والوصول إلى أعلى درجات الإيمان واليقين والصبر والعبادة..
ورمضان شهر القرآن فيه نزل والقراءة فيه دأب الصالحين من الأولين والآخرين وقد حفظت كتب التاريخ من أخبار العبّاد وأحوالهم في قراءة القرآن والقيام في رمضان وكثرة العبادة والضراعة والرغبة إلى الله ما يشد الهمة ويقوّي العزيمة على الرشد.
قال تعالى: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ".
والقرآن أعظم كتاب نزل من السماء إلى الأرض أنزله الله حال كونه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فهدى به من الضلالة وعلم به من الجهل وفرق به بين الحق والباطل وأولياء الرحمن وأولياء الشيطان وبين الحقائق والأوهام وكشف به الزيف والخرافة فأشرقت الأرض بنور ربها وطلعت شمس الإيمان على المعمورة.
وبفضل رمضان جاءت الأحاديث الكثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضان صُفِّدت الشياطين ومردةُ الجن وغلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب وفتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار. وذلك كلَّ ليلة ".
وهذا من خير رمضان وفتحِه ونصرِه ونورِه وبركتِه وهداه..
تقيد الشياطين ومردة الجن بالسلاسل والأغلال فتصير عاجزة عن الغواية، وتغلق أبواب النيران فتقل المعاصي والذنوب ويزيد معدّل الإيمان ويكثر الخير وتتيسر أسبابه ويقل الشر وتغلق أبوابه ويصعب الوصول إليه، وتفتح أبواب الجنان والرحمة فيكثر العمل الصالح والعبادات والأعمال الخيرية وينمو الدين ويشتد عوده وتورِق أشجارُه وتُزهر أغصانه بكثرة قراءة القرآن وما يترتب على قراءته من الآثار الطيبة في النفس وذلك بسبب الصيام والقيام وتلاوة القرآن. وأقرب ما يكون العبد من ربه في رمضان وأقرب ما تكون هذه الأمة من ربها في رمضان وفي رمضان تحققت معظم انتصارات هذه الأمة: غزوة بدر الكبرى وفتح مكة المكرمة وغيرها من التحولات الكبيرة في تاريخ الأمة.
وفي رمضان ينادي منادٍ من السماء حتى يكاد يسمعه أهل الأرض! يا باغي الخير أقبل؛ فهذا أوان السعي المشكور والقرب من الغفور الشكور. ويا باغي الشر أقصر؛ فهذا أوان التوبة من الذنوب والرجوع إلى علام الغيوب.
ولله عتقاء يعتق الله رقابهم من النار ويعفو عنهم ويغفر لهم ذنوبهم المتقدمة والمتأخرة والظاهرة والباطنة والصغيرة والكبيرة.. وذلك العتقُ في كلِّ ليلة من ليالي رمضان.
اللهم أعتق رقابنا من النار وحط عنا الاغلال والآصار وامحُ عنا الخطايا والأوزار يا خيرَ غفار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ".
فهذه ثلاث عبادات شرطها الإيمان والاحتساب وثوابها أعظم ثواب وهو مغفرةُ جميع الذنوب وهو مطلب كل مسلم قال إبراهيم عليه السلام: " وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ".
وفي الصيام والقيام صلاحُ الظاهر والباطن وعِمارةُ القلب والجوارح وتهذيبُ النفس والهداية لأحسن الأخلاق، فالصيام يشرح الصدر ويقوي العزيمة على الخير والهدى.
والقيام بين يدي الملك العلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء.
ولا وسيلةَ تُصْلح الإنسان وتقوّم سلوكَه مثلُ الصلاة قال تعالى: " إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" وقال تعالى:" إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ".
ولهذا قال إبراهيم عليه السلام:" رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ".
فكم مرة دعونا لأنفسنا وأولادنا بهذا الدعاء المبارك!
ومن فضل الصيام أن الأعمال كلها تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإن الله يضاعفه أكثر من سبعمائة ضعف؛ لأنه من الصبر وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
أيها المسلمون، قضية فلسطين حاضرة في ضمير الأمة وهي القضية التي تجمع ولا تفرق ومهما كانت التحديات والمؤامرات فالأمة لا يمكنها التخلي عن قضيتها، وفي فلسطين مؤمنون صابرون قدموا آلافَ الشهداء ومستعدون لتقديم أكثر منهم حتى يحكم الله بينهم وبين عدوهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More