تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

العشوائي

( العشوائي )
الاثنين ٩|٣|١٤٣٩هـ
الموافق ٢٧|١١|٢٠١٧م
أصبح الناس يبنون المدن الحديثة المنظمة الجميلة المباني والطرقات والأسواق والمشافي ودور التعليم والمصالح العامة في أشكال هندسية بديعة يلتقي فيها التنظيم والفن والعلم والإبداع.
وفي بلادي ما زالت يد العشوائية ترسم بيوتًا عشوائية بمساحات متباينة وحدود مختلفة؛ ركن هذا في نحر هذا ورأس هذا في بطن هذا، وطرقًا مسدودة وشوارع مغلقة وحارات بلا مدارس ولا مشافي، وأحياء سكنية بلا مقابر, وما زال كثير من الناس يضيّقون الشوارع بأحواش عشوائية، وإياك أن تنسى المطبات الشهيرة في بلادي.
يتحمل مكتب العقار النصيب الأكبر من الإثم حيث تصرّف في المصالح العامة وحوّلها إلى أملاك خاصة مقابل الحصول على المال، ولعب المهندسون المؤتمنون على مصالح البلد دورًا كبيرًا في تشويه البلاد وإضاعة حقوق العباد مقابل ثمن بخس دراهم معدودة.
وما غفل عنه مكتب العقار من الأراضي البيضاء لم يغفل عنه الناس فاستبقوا إليه وتخاصموا عليه فقطّعوا الحارة الواحدة إلى مربّعات مغلقة..
وساعد على ذلك أن الدولة لا تحاسب المسئولين والمهندسين ولا تحاسب المواطنين، وشعار الدولة: وداعًا لمرحلة من الفساد ومرحبًا بمرحلة جديدة من الفساد.
✍🏻 / محمد بن سعيد باصالح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More