تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

أربعة آلاف ختمة

( أربعة آلاف ختمة )
الثلاثاء ١|٤|١٤٣٩هـ
الموافق ١٩|١٢|٢٠١٧م
لما نزل بابن إدريس الموت، بكت بنته، فقال: لا تبكي يا بُنَيَّة، فقد ختمتُ القرآنَ في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
رجل قلبه معلق بالقراءة، يقرأ على كل حين، وعلى كل حال، قراءة القرآن أحب إليه من المال والصفقات والملك والجاه والرئاسة، ضنين بوقته وساعات عمره ولحظات حياته، يكره أن يذهب عمره سدى، وتمضي ساعاته بلا فائدة، يجاهد نفسه على العمل الصالح ويربط عليها برباط الصبر، فلولا الصبر والعزيمة والإرادة الفولاذية ما وصل إلى هذا القدر وما انتهى إلى هذه الغاية وما حقق هذا الإنجاز.
وكان للسلف عادات في الختم فمنهم من يختم في ثلاث ومنهم من يختم في أربع ومنهم من يختم في خمس ومنهم من يختم في ست وكثير منهم في سبع وبعضهم في أكثر من ذلك.
وهذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، وهو غذاء العقل والقلب، فيه العلم والحكمة والنور والهدى، فيه الإيمان واليقين والعربية والتاريخ والسيرة والرقائق والسلوك والأخلاق والآداب.. وما لا يعلمه كثير من الناس، وما لا يعلمه إلا الله.
ومن اشتغل به ودأب على قراءته اشتاق له أكثر، وفهم منه أكثر، فهنيئًا لأهل القرآن الماهرين به الكائنين مع السفرة الكرام البررة، وطوبى للساهرين مع آياته تلاوة وتدبرًا ودعاءً واستشفاءً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.. ".
✍🏻/ محمد بن سعيد باصالح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More