فضل شعبان - حريق سوق شبام
٢٧|٧|١٤٣٩هـالموافق ١٣|٤|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، من نعم الله على العبد أن يطول عمره ويحسن عمله، فكل يوم غنيمة، وكل ليلة مكسب، والأنفاس معدودة، والأعمار محدودة، والحياة محصورة، والآجال مستورة، والدنيا مزرعة الآخرة، والحراثة والبذر والسقي في الدنيا والحصاد يوم القيامة، واليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل، والعاقل من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتْبعَ نفسَه هواها واهتم بالدنيا وفرط في الأوامر والنواهي وتمنى على الله الأماني، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا".
وطول العمر في الإسلام مع حسن العمل علامة على الخيرية في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أنبئكم بخيركم؟" قالوا: نعم، يا رسول الله قال: "خياركم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالًا".
وإن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله؛ ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لا يستعد ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، فتجده مفرطًا في العبادات والطاعات, فيضيِّع فرصةَ الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك, وصحتَك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".
عباد الله، ها هو شهر شعبان يحل ضيفًا علينا, وهو شهر كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم أكثر أيامه, وعندما سئل عن ذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أنه شهر ترفع فيه الأعمال.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، تُرْفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان.
وفي رواية قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله.
وقالت أم سلمة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان.
عباد الله، إن أعمال العباد ترفع كل يوم، وترفع يوم الاثنين والخميس، وترفع أعمال السنة جميعها في شهر شعبان، وهو شهر يستعد فيه العباد لاستقبال شهر رمضان؛ بتهيئة النفوس بالطاعات والعبادات, قال أبو بكر البلخي رحمه الله: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، شهدت مدينةُ الشحر الأسبوع الماضي حريقًا في السوق العام (سوق شبام) ووفاة أحد عمال الكهرباء. وإزاء هذه الفاجعة نذكِّر بفريضة الإيمان بالقضاء والقدر والرضا بما كتبه الله قال تعالى: " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه ".
ونطالب الدولة بتوفير سيارتي إطفاء لمدينة الشحر تحد من آثار الحرائق.
ونطالب المؤسسة العامة للكهرباء بتوفير أدوات السلامة وإلزام الموظفين المعرضين للمخاطر بارتدائها عند تأدية المهام ومعاقبة المخالفين..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٢٧|٧|١٤٣٩هـالموافق ١٣|٤|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، من نعم الله على العبد أن يطول عمره ويحسن عمله، فكل يوم غنيمة، وكل ليلة مكسب، والأنفاس معدودة، والأعمار محدودة، والحياة محصورة، والآجال مستورة، والدنيا مزرعة الآخرة، والحراثة والبذر والسقي في الدنيا والحصاد يوم القيامة، واليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل، والعاقل من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتْبعَ نفسَه هواها واهتم بالدنيا وفرط في الأوامر والنواهي وتمنى على الله الأماني، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا".
وطول العمر في الإسلام مع حسن العمل علامة على الخيرية في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أنبئكم بخيركم؟" قالوا: نعم، يا رسول الله قال: "خياركم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالًا".
وإن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله؛ ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لا يستعد ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، فتجده مفرطًا في العبادات والطاعات, فيضيِّع فرصةَ الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك, وصحتَك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".
عباد الله، ها هو شهر شعبان يحل ضيفًا علينا, وهو شهر كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم أكثر أيامه, وعندما سئل عن ذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أنه شهر ترفع فيه الأعمال.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، تُرْفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان.
وفي رواية قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله.
وقالت أم سلمة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان.
عباد الله، إن أعمال العباد ترفع كل يوم، وترفع يوم الاثنين والخميس، وترفع أعمال السنة جميعها في شهر شعبان، وهو شهر يستعد فيه العباد لاستقبال شهر رمضان؛ بتهيئة النفوس بالطاعات والعبادات, قال أبو بكر البلخي رحمه الله: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، شهدت مدينةُ الشحر الأسبوع الماضي حريقًا في السوق العام (سوق شبام) ووفاة أحد عمال الكهرباء. وإزاء هذه الفاجعة نذكِّر بفريضة الإيمان بالقضاء والقدر والرضا بما كتبه الله قال تعالى: " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه ".
ونطالب الدولة بتوفير سيارتي إطفاء لمدينة الشحر تحد من آثار الحرائق.
ونطالب المؤسسة العامة للكهرباء بتوفير أدوات السلامة وإلزام الموظفين المعرضين للمخاطر بارتدائها عند تأدية المهام ومعاقبة المخالفين..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق