فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه - الاستعداد للامتحانات النهائية.
٤|٨|١٤٣٩هـالموافق ٢٠|٤|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، بينما شمس الظهيرة ترسل أشعتها الذهبية، والصحراء تلتهب، والسراب يلمع، طلع سراقة بن جُعشُم على فرس له يطلب سيد الخلق وصاحبه طمعًا في جائزة قريش، فالتفت سيد الصديقين إلى سيد الأنبياء والمرسَلين، فقال: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله، فأشرقت الكلمة النبوية الخالدة من بين ثناياه الجميلة قائلًا لصاحبه الوفي: (لا تحزن إن الله معنا).
صحب النبي صلى الله عليه وسلم في أصعب المواقف وجاد بنفسه وماله في سبيل الله وما خاف على نفسه قط لكن خاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه الصديق الأكبر والنجم الأزهر سيد قريش والعرب والمسلمين وخير أتباع الرسل أجمعين، الكريم الجواد الوفي، الصادق الواثق الزكي، العابد الزاهد الأواه، العالم الورع الأواب، الصاحب الرفيق أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
عن أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما).
أعلمُ هذه الأمة وأعلاها وأسرعها فهمًا وأزكاها، خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: (إن الله خيّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله) فأخذ أبو بكر يبكي بكاءً شديدًا ويقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! فتعجب الناس من بكائه! أيبكي لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن عبد خيّره الله بين الدنيا وما عند الله فاختاره ما عند الله! فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر، لقد فهمها أبوبكر رضي الله عنه وأدرك من هو المقصود بهذا التخيير، وكان أعلم الصحابة وأوفاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوةُ الإسلام ومودّتُه، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد باب إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر).
ولهذا لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلفون في أن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر رضي الله عنه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخيِّر أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
ولو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم خليلَ الرحمن لاتخذ أبابكر خليلًا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي).
وكان الرجلَ الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت امرأةٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تقول الموت قال صلى الله عليه وسلم: (إن لم تجديني فأْتي أبا بكر).
ومن شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم له أنه كان يغضب لغضبه ويدافع عنه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أمّا صاحبكم فقد غامر) - أي رمى بنفسه في الأمور الخطرة - فسلّم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه - أي بالكلام الغليظ - ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ فأقبلت إليك فقال: (يغفر الله لك يا أبا بكر) - ثلاثًا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أَثَمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدقَ. وواساني بنفسه وماله - أي فرَّج همومي وكرباتي - فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟) - مرتين - فما أُوذِي بعدها.
فهو أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربُهم منه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة) فقلت: من الرجال؟ فقال: (أبوها) قلت: ثم من؟ قال: (عمر بن الخطاب) فعدَّ رجالًا.
وعن محمد ابن الحنفية قال : قلت لأبي - يعني علي بن أبي طالب - أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول: عثمان. قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إني لواقف في قوم فدعَوا لعمرَ بنِ الخطاب وقد وُضِع على سريره إذا رجلٌ من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله إني كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرًا مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر) فإن كنتُ لأرجو أن يجعلَك الله معهما فالتفتُّ فإذا هو علي بن أبي طالب.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: (اثبت أُحُد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).
رضي الله عن أبي بكر وعن أصحاب رسول الله أجمعين..
أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أبنائي الطلاب، الامتحانات على الأبواب، فشمروا عن ساعد الجد، وجدّوا واجتهدوا، واستعينوا بالله ولا تعجزوا، واستعينوا بالصبر والصلاة والصدقة وإياكم والغش فإنه من الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا)، وبروا آباءكم يُفتَح عليكم، ويطلبكم التوفيق الذين تطلبون، ولازموا الصف الأول، ولا تضيّعوا صلاة الفجر في جماعة، وأطيعوا الله ورسوله تفلحوا، وإياكم والمعاصي فإن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي.
قال الشافعي - رحمه الله -:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي **
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور **
ونور الله لا يُهدى لعاصي.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٤|٨|١٤٣٩هـالموافق ٢٠|٤|٢٠١٨م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، بينما شمس الظهيرة ترسل أشعتها الذهبية، والصحراء تلتهب، والسراب يلمع، طلع سراقة بن جُعشُم على فرس له يطلب سيد الخلق وصاحبه طمعًا في جائزة قريش، فالتفت سيد الصديقين إلى سيد الأنبياء والمرسَلين، فقال: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله، فأشرقت الكلمة النبوية الخالدة من بين ثناياه الجميلة قائلًا لصاحبه الوفي: (لا تحزن إن الله معنا).
صحب النبي صلى الله عليه وسلم في أصعب المواقف وجاد بنفسه وماله في سبيل الله وما خاف على نفسه قط لكن خاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه الصديق الأكبر والنجم الأزهر سيد قريش والعرب والمسلمين وخير أتباع الرسل أجمعين، الكريم الجواد الوفي، الصادق الواثق الزكي، العابد الزاهد الأواه، العالم الورع الأواب، الصاحب الرفيق أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
عن أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما).
أعلمُ هذه الأمة وأعلاها وأسرعها فهمًا وأزكاها، خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: (إن الله خيّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله) فأخذ أبو بكر يبكي بكاءً شديدًا ويقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! فتعجب الناس من بكائه! أيبكي لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن عبد خيّره الله بين الدنيا وما عند الله فاختاره ما عند الله! فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر، لقد فهمها أبوبكر رضي الله عنه وأدرك من هو المقصود بهذا التخيير، وكان أعلم الصحابة وأوفاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوةُ الإسلام ومودّتُه، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد باب إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر).
ولهذا لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلفون في أن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر رضي الله عنه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخيِّر أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
ولو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم خليلَ الرحمن لاتخذ أبابكر خليلًا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي).
وكان الرجلَ الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت امرأةٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تقول الموت قال صلى الله عليه وسلم: (إن لم تجديني فأْتي أبا بكر).
ومن شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم له أنه كان يغضب لغضبه ويدافع عنه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أمّا صاحبكم فقد غامر) - أي رمى بنفسه في الأمور الخطرة - فسلّم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه - أي بالكلام الغليظ - ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ فأقبلت إليك فقال: (يغفر الله لك يا أبا بكر) - ثلاثًا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أَثَمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدقَ. وواساني بنفسه وماله - أي فرَّج همومي وكرباتي - فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟) - مرتين - فما أُوذِي بعدها.
فهو أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربُهم منه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة) فقلت: من الرجال؟ فقال: (أبوها) قلت: ثم من؟ قال: (عمر بن الخطاب) فعدَّ رجالًا.
وعن محمد ابن الحنفية قال : قلت لأبي - يعني علي بن أبي طالب - أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول: عثمان. قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إني لواقف في قوم فدعَوا لعمرَ بنِ الخطاب وقد وُضِع على سريره إذا رجلٌ من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله إني كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرًا مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر) فإن كنتُ لأرجو أن يجعلَك الله معهما فالتفتُّ فإذا هو علي بن أبي طالب.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: (اثبت أُحُد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).
رضي الله عن أبي بكر وعن أصحاب رسول الله أجمعين..
أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أبنائي الطلاب، الامتحانات على الأبواب، فشمروا عن ساعد الجد، وجدّوا واجتهدوا، واستعينوا بالله ولا تعجزوا، واستعينوا بالصبر والصلاة والصدقة وإياكم والغش فإنه من الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا)، وبروا آباءكم يُفتَح عليكم، ويطلبكم التوفيق الذين تطلبون، ولازموا الصف الأول، ولا تضيّعوا صلاة الفجر في جماعة، وأطيعوا الله ورسوله تفلحوا، وإياكم والمعاصي فإن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي.
قال الشافعي - رحمه الله -:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي **
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور **
ونور الله لا يُهدى لعاصي.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق