النجاح الباهر
كُرِّم
في الأوائل , حصل على تقدير ممتاز , مع مرتبة الشرف الأولى , كان حسن السيرة
والسلوك , مهذب الطباع , مشارك , متعاون , صاحب أدب رفيع , سخي القلب واليد , كان
لا يفارق كتاب منهجه , ولا يفارقه كتابه , كان كثير المراجعة والمذاكرة , حفظ
الكتاب حفظًا متقنًا أي إتقان , لم يكن هذا الطالب كثير المعلومات فحسب , بل كان
نموذجًا فريدًا في العلم والعمل , كان عاملًا نشيطًا , يتوقد نشاطًا وحركة في
العمل بالعلم الذي كرس حياته من أجله , كان غالب مذاكرته بالليل , حين تهدأ العيون
وتغور النجوم , وينزل الحي القيوم في الثلث الأخير من الليل , حين تنزل الرحمات
الإلهية , كان ما يقرأه بالليل ينفذه على التوِّ بالنهار ؛ لأنه كان يتلقى العلم
بروح المعرفة المنشئة للعمل , وكان لا يكاد يخرج عما في الكتاب , كل من رآه شهد له
بالتميز والتفوق , فقد فاق أقرانه , وسبق معاصريه بلا نزاع .
أما
محبته لمعلمه , فشيء يفوق الوصف , كان يحب معلمه حبًا شديدًا , حتى إنه إذا غاب
عنه معلمه , ظهرت علامات الحزن على محياه , وذوى جسمه النحيل , ورثى له من حوله .
كان معلمه كل شيء في حياته , لقد بذل نفسه من أجل معلمه , وبذل ماله من أجل معلمه
, وبذل وقته من أجل معلمه , بل أفنى حياته في خدمة معلمه , وكان معلمه يحبه حبًا
جمًا , كان يقدمه على جميع الناجحين , ويفضِّله على جميع المتفوقين .
ولقد
ألقى معلمه يومًا كلمة أثنى عليه فيها ثناء عطرًا وأشاد بمواقفه وجهوده , تمنى كل
الحاضرين لو قيلت له مثل تلك الكلمة , أكد معلمه في كلمته أنه لم يتخذ خليلًا من
الآدميين , ولو كان متخذًا خليلًا , لاتخذ ذلك الرجل الفذ خليلًا , لكن خلة
الإسلام أفضل .
وقال
معلمه يومًا : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت . وقال : صدق . وواساني بنفسه وماله
. فهل أنتم تاركو لي صاحبي ؟ فهل أنتم تاركو لي صاحبي ؟
صاحب
النجاح الباهر لم ينجح في ورقة امتحان في قاعة الصف , لكن نجح في ميدان الحياة ,
كان كتابه القرآن , وكان معلمه سيد بني آدم - صلى الله عليه وسلم - ؛ سيد المعلمين والمربين , وكان منهجه
الإسلام العظيم .
ألم
يأنِ لنا أن نتأسى بصاحب النجاح الباهر لنكون من الناجحين ؟ !
8 التعليقات:
بلى قد آن....كلام رائع جدا..فقد شدني كثيرا ولعب بمشاعري اكثر...هنيئا لابي بكر نعم المعلم معلمه ونعم الصحبة,اسأل الله لي ولجميع طلبة العلم ومعلميه من فضله
ألم يأنِ لنا أن نتأسى بصاحب النجاح الباهر لنكون من الناجحين ؟ !
بلى قد آن لنا...
قلم سيال ، وكلامات صادقة أسأل الله أن ينفع بكم وبعلمكم .
جزاك الله خيرا شيخي على هذا المقال الجميل الذي يثير الإعجاب، نفع الله بك الإسلام والمسلمين .
وخيرًا جزاك ونفع بك .. لقد ازدانت المدونة بزيارتك أبا أسامة ! نحن سعداء بزيارتك ومشاركتك .. وإن شاء الله نفعل المدونة بالجديد بين الآونة والأخرى ..
شيخي:في ميراث الحمل بعض المذاهب يجعلون ان احد التقادير ذكرين ...ما فائدة هذا مع ان الذكور عصبات-كما تعلمون-ولا حاجة لذلك...لان السهام لن تتغير...مع اعتذاري اليكم
بارك الله فيك شيخنا وزادك الله هدى وبصيرة
وفيك بارك أبا محمد وهدى زادك وبصيرة وعلمًا وإيمانًا ونفع بك واستعملك في طاعته .. اللهم آمين ..
شيخنا ما الخطب ؟؟ فقد توقفتم عن الكتابة .
أسأل الله ان يكون المانع خيرا .
إرسال تعليق