تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الخميس، 8 أغسطس 2013

الحوار الوطني والقصف الأمريكي


الحوار الوطني والقصف الأمريكي
المكان: جامع الرحمة بالشحر. الزمان: 2/10/1434هـالموافق 9/8/2013م

الخطبة الأولى
أيها المسلمون، حذرت هيئة علماء اليمن من أية تعديلات أو بنود دستورية تستهدف الشريعة الإسلامية، مؤكدةً ألا مشروعية لأي دستور أو قانون أو قرار يخالف الشريعة الإسلامية أو ينتقص منها وأن الشعب اليمني بكل فئاته سيقف تجاه أي مخالفة لذلك، وأكدت الهيئة في بيان أصدرته أن الشريعة الإسلامية وحاكميتها المطلقة لكل شؤون الحياة قضية قطعية لا يصح إيمان المسلم إلا بها والتأكيد على أن تحكيمها والقبول بها شرط لصحة إسلامه، وهذا نص البيان:
الحمد لله الذي خلق الخلق وحده، وجعل التشريع له وحده، فقال - تعالى -: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ ونشكره - سبحانه - الذي أنعم علينا بالقرآن العظيم، فقال - سبحانه -: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾, فأنقذ الله به البشرية من الظلم والاستبداد والاستعبداد, وأمر بالحكم بما أنزل فقال - سبحانه -: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾, والصلاة والسلام على رسوله القائل: « وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بينهم بِكِتَابِ اللَّهِ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ »، وبعد، فقد تابعت هيئة علماء اليمن سير مؤتمر الحوار الوطني ووقفت تجاه ما صدر عن فريق بناء الدولة في الحوار بتصويته بنسبة 84% ضد المادة التي تنص على أن " الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات " كما تم إسقاط النص الدستوري الصريح الذي يقرر أن الإسلام دين الدولة، رغم أن الدستور النافذ ( الحالي ) قد صُدِّر في بابه الأول بمواد واضحة جليّة وهي كما يلي:

مادة (1) : الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزءٍ منها، والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية.

مادة (2) : الإسلام دين الدولة، واللغـة العربيـة لغتهـا الرسميـة.

مادة (3) : الشريعـة الإسلاميـة مصـدر جميـع التشريعـات.

وللأسف فقد فاجأنا فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني بالتصويت بنسبة 79% من أعضائه على تغيير المادة الأولى والثانية  في الدستور النافذ فجاء بمادة بديلة تنص على ما يلي: " اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها, والعربية لغتها, والجمهورية نظامها, وهي دولة مدنية تقوم على المواطنة وإرادة الشعب وسيادة القانون ".
وهذه المادة المقترحة تلغي المادتين الدستوريتين في الباب الأول من الدستور النافذ، التي كانت تؤكد انتماء اليمن للأمتين العربية والإسلامية، وتؤكد أن اليمن وحدة لا تتجزأ, وأنه لا يجوز التنازل عن أي جزء منها, وأن الشعب اليمني جزء من الأمتين العربية والإسلامية, وقد حذف فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطنى هذه النصوص الدستورية ( المقررة في الدستور الشرعي النافذ في البلاد الذي يريدون تغييره )، وهذا العمل يعرّض اليمن لعزل دولته عن الدول العربية والإسلامية, وعزل شعبه عن الشعوب العربية والإسلامية, والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: « إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» كما يفتح مقترح فريق بناء الدولة الباب لمن يريد أن يتنازل عن أي جزء من الأراضي اليمنية دون أن يُجرّم أو يحاسب.
وقيامًا من هيئة علماء اليمن بواجب البيان والنصح لله ورسوله ولكتابه وللأئمة للمسلمين وعامتهم, وخوفًًاً من الكتمان الذي توعد الله به العلماء فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.
فإن هيئة علماء اليمن تذكر بأنها قد دعت في بيانات وتصريحات سابقة إلى وجوب أن تكون الشريعة الإسلامية مرجعية للحوار الوطني؛ التزامًاً بقوله - تعالى -: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾, ولقوله - تعالى -: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾، وذلك لضمان عدم مخالفة مخرجاته للشريعة الإسلامية.
إلا أن شيئاً من ذلك لم يُنَص عليه في نظام وأدبيات الحوار الوطني، وهو الأمر الذي أدى إلى الوقوع في مخالفات للشريعة الإسلامية من بعض مكونات الحوار الوطني وفرقه المتعددة تناقض أصل الشريعة الإسلامية وأحكامها.
وكما أكد العلماء مرارًاً على أهمية التمثيل العادل الذي يعكس واقع وحقيقة الشعب اليمني بمكوناته الفاعلة والمؤثرة, كل ذلك كان حرصًاً من العلماء على ضرورة إنجاح التحاور بين أبناء اليمن عندما يكون ذلك التحاور تحت سقف الشريعة الإسلامية, وعلى أن يُمثّل فيه أبناء اليمن بصورة حقيقية معبّرة عن الشعب دون إقصاء لقواه الفاعلة والمؤثرة.

وتجاه هذا كله فإن الهيئة تبيّن الآتي:
1.    أنه لا مشروعية لأي دستور أو قانون أو قرار يخالف الشريعة الإسلامية أو ينتقص منها, وسيقف الشعب اليمني بكل فئاته تجاه أي مخالفة لذلك.
2.    أن الشريعة الإسلامية وحاكميتها المطلقة لكل شؤون الحياة قضية قطعية، لا يصح إيمان المسلم إلا بها، والتأكيد على أن تحكيمها والقبول بها شرط لصحة إسلامه قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾, ولا يُقبل من مسلم منازعة الله في حكمه، وأن يُجعل له نِدًاً وشريكاً في تشريعه، وذلك بأن يُنص على أن شرعه ودينه مصدر رئيس وليس مصدرًاً وحيدًاً لجميع التشريعات, قال - تعالى -: ﴿ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾, وقال - تعالى -: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.
وقد فوجئ كذلك علماء اليمن بالمخرجات الأولية لفريق بناء الدولة، وما تمخض عنه من منازعة خطيرة لسيادة الشريعة الإسلامية ودين الدولة، وهي أمور لم يكن يخطر على البال أن تكون محلًاً للجدال والنزاع في مجتمع الإيمان والحكمة، وأن يرفض 84% من فريق بناء الدولة في الحوار الوطني أن تكون الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات, مما يُنذر بشر مستطير يلغي تفرد حاكمية الشريعة في كل شؤون الحياة في بلادنا, وكما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان وتستوعب مستجدات الحياة وتطوراتها ولم تضق يومًاً بأي جديد في مصلحة العباد والبلاد.
وإن القوانين والتشريعات الوضعية التي تعارض الشريعة الإسلامية أحكام جاهلية طاغوتية، لا يجوز لأي مسلم الحكم بها, أو قبول التحاكم إليها لما في ذلك من مشاقة لله ولرسوله ومناقضة للإيمان لقوله - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾, والطاغوت هنا هو كل حكم يخالف حكم الله.
3.    تؤكد الهيئة أن التكفير حكم شرعي، له ضوابطه وشروطه المنصوص عليها في الكتاب والسنة, ولا يجوز إطلاقه على أي مسلم بدون موجب شرعي, كما أن ممارسة الكفر والدعوة إليه والترغيب فيه, وفتح أبواب الردة عن الإسلام وتزيينها تحت أي مسمى أو شعار, أو إلزام الشعب بمواد دستورية أو قانونية تناقض الإسلام عقيدة وشرعية تعتبر جريمة وردة عن الإسلام.
4.    تدعو الهيئة أعضاء الحوار الوطني وجميع أبناء الشعب اليمني إلى رفض مثل هذه المواد التي تتعارض مع ديننا الإسلامي القويم, وتدعو الهيئة فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار ومن يمثلونهم من القوى السياسية إلى سحب هذه الرؤى المخالفة للشريعة الإسلامية, والالتزام بتقرير أن " الإسلام دين الدولة " والتأكيد على وجوب أن تكون " الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات " كما هو مقرر في الدستور النافذ, والتأكيد على أن كل تشريع يخالفها فهو باطل, وجعل هذه المادة مادة ثابتة( جامدة ) حاكمة غير قابلة للإلغاء أو التعديل أو التعليق.
5.    تشيد الهيئة بموقف القوى والجهات والشخصيات التي تمسكت بالمادة التي نصت على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات والمادة الصريحة التي تنص على أن " الإسلام دين الدولة ".
6.    تؤكد الهيئة على رفض أي هيمنة أو وصاية أجنبية تُقصِي الإسلام وتهدد ثوابت الشعب اليمني.
7.    ترفض هيئة علماء اليمن ما ورد في تقرير فريق الحقوق والحريات ورؤى بعض الأحزاب من فقرات تفتح باب الردة والخروج من الإسلام وتُؤمِّن عمل المنظمات التنصيرية في بلادنا بقوة الدستور تحت مسمى (حرية الدين والمعتقد ), كما تساوي بين المسلم والكافر تحت مسمى ( المواطنة المتساوية وألا تمييز على أساس الدين أو المعتقد ) والله - تعالى - يقول: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ. مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾, وفي الشريعة الإسلامية أحكام خاصة بالمسلمين وأحكام خاصة بغير المسلمين من الذميين والمعاهدين والحربيين, وكل تلك الأحكام دين يَسأل الله عباده عنه وعن العمل به.
وختامًاً تؤكد هيئة علماء اليمن على أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل المستجدات الجارية, وتهيب بجميع أبناء الشعب اليمني للقيام بواجبهم في الدفاع عن دينهم وشريعتهم بالطرق المشروعة, والاستجابة لنداء العلماء المطالب بذلك.
سائلين الله - تعالى - أن يهدينا للتي هي أقوم، وأن يجنّب بلادنا ومجتمعنا اليمني مفاسد وويلات الإعراض عن هدى الله وشريعته سبحانه.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.  


الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ما زالت الطائرات الأمريكية تجوب السماء اليمنية، مِن صنعاء إلى حضرموت، وتقتل اليمنيين في أراضيهم، خارج نطاق القانون، وهناك سيناريو جديد يتحدث عن سقوط المكلا في يد القاعدة، على غرار سقط الشحر والغيل في يد القاعدة، وتحركات غير طبيعية، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك خطة للعنف؟ أو هناك خطة للفوضى؟ وما موقف الحكومة اليمنية مما يجري؟  
وإزاء هذه التطورات فإننا نذكر بما يلي:
1.         نذكر الأمريكان بعاقبة الظلم والظالمين وسنة الله في مصارع الأمم المتجبرة، ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ ﴾، ﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴾، ولينظروا كيف فعل الله بالنازيين والفاشيين؟ وكيف آل الاتحاد السوفيتي بعد أن كان قوة عظمى؟ واليوم اقتصاد الأمريكان على شفا جرف هار، والله يذكّرهم بهذا العذاب الأدنى؛ لأنهم ظلموا هذه الأمة بدعم الأنظمة الدكتاتورية المستبدة التي تحكمها ودعموا الكيان الصهيوني وسطَوا على ثرواتها.
والأمريكان اليوم، و معهم العالم الظالم يرون المجازر اليومية في سوريا يذبح فيها أطفال هذه الأمة وشيوخها ونساؤها ولم نرَ تدخلًا عسكريًا كما حصل في العراق.
2.       نذكر الحكومة اليمنية وجميع المتنفذين المعنيين بهذه الموضوع بأن موالاة الأمريكان ردة عن الإسلام كما قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ . وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾.
ونحن نطالب الحكومة اليمنية بوضع حدٍّ لهذه الانتهاكات، ونطالبها بفتح باب الحوار مع القاعدة فإنه خير وأحسن تأويلًا من هذه الضربات الجوية التي تأتي بنتائج عكسية وتؤدي إلى الحالة الباكستانية،  وليعلم الأمريكان ومن أعانهم أن هذه الاعتداءات هي في مصلحة العنف والغلو، وهي أكبر مسوغ لعمل القاعدة.
3-       نذكر شباب القاعدة وأنصار الشريعة بحرمة الدم المسلم ونطالبهم أن يكفوا أيديهم عن الاغتيالات والتصفيات, فإن هذه الأعمال علاوة على أنها لا تحل في شريعتنا، فإنها تعود بالضرر البالغ على سمعة الجهاد الإسلامي، ويتضرر منها الشباب المجاهد نفسه قبل غيره كما يتضرر منها عموم المسلمين, وعليهم أن يراجعوا العلماء الربانيين ويصدروا عن رأيهم بدلًا من الاجتهادات الفردية التي عادت على الأمة بالضرر.
4-       نؤكد أن ما تقوم به أمريكا ومن أعانها من العملاء المحليين مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية, وهو داخل في دائرة الإعدام خارج نطاق القانون, وقتل المتهمين قبل المحاكمة وقبل إثبات التهم المنسوبة لهم.

         وننصح الحكومة أن تفكر في مصالحها الوطنية ومصالح رعاياها ولا تنساق مع الهوى الأمريكي؛ فإن أمريكا لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة الضيقة، ولا تفكر في مصلحة اليمن, ونخشى أن يتسبب ما يجري اليوم من تفريط في السيادة في جر البلاد إلى دوامة العنف.
5-     نطالب القبائل والمكونات السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أن تقف صفًا واحدًا ضد هذه الضربات محافظة على سلامة المواطنين وأمنهم وأرواحهم وأموالهم وأراضيهم. ويجب أن يكون هذا موقفًا جماعيًا وقويًا نصحًا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More