( واجبنا نحو مسلمي أراكان )
١٧|١٢|١٤٣٨هالموافق ٨|٩|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال تعالى: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )) أي: يحب بعضهم بعضًا ويرحم بعضهم بعضًا ويتعاطفون ويتوادون ويتعاونون على البر والتقوى ويتناصرون على الحق والمعروف والهدى قلوبهم كقلب رجل واحد، أكثر الناس ورأفة رحمة وأوسع العالمين حلمًا وحكمة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى )).
فمن علامات كمال الإيمان المودة بين المؤمنين والتراحم والتعاطف فإذا أصيب المسلمون في المشرق تألم أهل المغرب وإذا أصيب المسلمون في المغرب تألم أهل المشرق..
ومآسي المسلمين وجراحات الأمة الإسلامية كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها، ومن هذه المآسي الرهيبة مأساة المسلمين في إقليم ( أراكان ) في ( بورما ) فالمسلمون في بورما أكثر أقلية اضطهادًا في العالم كله بشهادة الأمم المتحدة، ولكن لا بواكي لهم؛ لأنهم مسلمون، يشهدون أن لا إله الله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
لم تكن معاناة المسلمين في ( أراكان ) وليدة اليوم بل هي قديمة..
دخل الإسلام ( أراكان ) في القرن الأول الهجري على يد الصحابي ( وقّاص بن مالك ) رضي الله عنه وقيل: في عهد الخليفة العباسي ( هارون الرشيد ) من خلال التجار العرب حيث أعجب أهل ( بورما ) بصدق دينهم وحلاوة أخلاقهم وصدق حديثهم ووفور أمانتهم وحسن معاملتهم، فبدأ الناس يعتنقون الإسلام وتتزايد أعداد المسلمين، وتزداد قوتهم حتى اعتنق الإسلام الملك ( سليمان شاه ) فأسس دولة ( أراكان ) المسلمة المستقلة في عام 1430م ودام حكمها لأكثر من ( 350 ) عامًا وتعاقب على الحكم فيها ( 48 ) حاكمًا إسلاميًا، وكانوا يكتبون في عملتهم ( لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن أقيموا الدين لله ) وظل المسلمون على هذا الحال في أمن وأمان لا يبخسون الناس أشياءهم ولا يظلمون غيرهم، حتى استولى الحاكم البوذي السفاح ( بوداباي ) عام 1784م على إقليم ( أراكان ) فسفك الدماء ونشر الخراب..
ثم نشأت حركة ( 969 ) الإرهابية في عام ( 1999م ) أسسها مجموعة من الرهبان البوذيين المتطرفين وعلى رأسهم الراهب المتطرف ( كياو لوين ).
وحركة ( 969 ) حركة بوذية إرهابية متطرفة وهي التي تقف وراء عمليات العنف والتطهير والمجازر والمحارق ضد المسلمين في السنين الأخيرة، ومع ذلك لم تستطع دولة أن تضعها في قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، ربما لسبب واحد فقط أن ضحاياها من المسلمين!
وتعود أصول مسلمي ( أراكان ) إلى جذور مختلفة مثل: البنقال والعرب والمورو والأتراك والفرس والمنغول والباتان، ويتكلمون لغة تسمى ( الروهينجا ) وهي خليط من اللغات العربية والفارسية والأردية والبنقالية.
وقد سعت هذه الحركة بالتنسيق مع حكومة ( بورما ) إلى التخلص من المسلمين وتم توزيع الأدوار بين الفريقين، بحيث تتولى عصابات مسلحة بتحريض ومشاركة مباشرة من الرهبان وتجارهم وقياداتهم عمليات الإحراق والتدمير والقتل والاغتصاب والنهب والترويع والتخويف، وتتولى الحكومة عمليات الاعتقال والتفتيش والمداهمات وحظر التجوال والتغريم والتجريم والسجن وسحب الوثائق الرسمية القديمة ومصادرة الأملاك وغيرها مما تتعلق بالأمور الرسمية.
وقد انفجر الوضع عام 2012م بعد قتل البوذيين لعشرة من الدعاة المسلمين العائدين من العمرة بطريقة بشعة، أعقبه حرب شاملة على المسلمين، وانفجر الوضع حاليًا في 25 أغسطس 2017م.
هذا والعالم كله يتفرج رغم المناظر والمقاطع المروعة التي لم يرَ العالم الحديث لها مثيلًا فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، إن حماية حقوق المسلمين ( الروهينجا ) في ( بورما ) هو مسئولية أخلاقية عالمية في ذمة المجتمع الدولي الذين ينادي ليل نهار بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات فيجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية تحمل مسئوليتها القانونية والأخلاقية تجاه المسلمين ( الروهينجا ) وذلك من خلال الآتي:
أولا: الضغط على حكومة ( بورما ) من أجل وقف جميع أعمال الإبادة الجماعية والقتل والتهجير والاعتقال ضد مسلمي ( الروهينجا ) بشكل فوري وعاجل.
ثانيا: الضغط من أجل إدارة ذاتية خاصة ( بالروهينجا ) في إقليم أراكان الذي هو بمثابة أرضهم التاريخية تكون بمثابة ملاذ آمن لهم.
ثالثا: دعم وتمكين المؤسسات المدنية السياسية والحقوقية والإعلامية والإغاثية الخاصة بمسلمي ( الروهينجا ) في ( بورما ) من أجل ضمان استمرار وجودهم وتثبيت وتفعيل مشاركتهم في الحياة السياسية في وطنهم، وإعادة إعمار مناطقهم المتضررة ومدها بكافة أشكال المساعدة والدعم المادي والسياسي.
أما واجبنا معاشر المسلمين فيتمثل في الآتي:
أولا: اتخاذ مواقف سياسية قوية والضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان البوذي والعمل - حاليا - على تأمين المهاجرين من ( أراكان ) وإيواء المشردين منهم ودعمهم وإغاثتهم ودمجهم بالمجتمع المسلم في دول الجوار.
ثانيا: على أفراد المسلمين الكتابة حول مأساة ( أراكان ) والنشر بلغات مختلفة وتعريف العالم بقضية ( أراكان ) وفضح التطرف البوذي والعنصرية البوذية والتنديد بجرائمهم .
3- الدعاء لهم في الصلوات وغيرها من مواطن الإجابة.
فهذا أقل القليل تجاه إخواننا المضطهدين في ( أراكان )..
نسأل الله أن ينصرهم على عدوهم وأن يعذب الذين يعذبونهم عذابًا نكرًا ويذيقَهم وبالَ أمرهم ويجعلَ عاقبةَ أمرهم خسرًا..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
١٧|١٢|١٤٣٨هالموافق ٨|٩|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال تعالى: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )) أي: يحب بعضهم بعضًا ويرحم بعضهم بعضًا ويتعاطفون ويتوادون ويتعاونون على البر والتقوى ويتناصرون على الحق والمعروف والهدى قلوبهم كقلب رجل واحد، أكثر الناس ورأفة رحمة وأوسع العالمين حلمًا وحكمة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى )).
فمن علامات كمال الإيمان المودة بين المؤمنين والتراحم والتعاطف فإذا أصيب المسلمون في المشرق تألم أهل المغرب وإذا أصيب المسلمون في المغرب تألم أهل المشرق..
ومآسي المسلمين وجراحات الأمة الإسلامية كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها، ومن هذه المآسي الرهيبة مأساة المسلمين في إقليم ( أراكان ) في ( بورما ) فالمسلمون في بورما أكثر أقلية اضطهادًا في العالم كله بشهادة الأمم المتحدة، ولكن لا بواكي لهم؛ لأنهم مسلمون، يشهدون أن لا إله الله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
لم تكن معاناة المسلمين في ( أراكان ) وليدة اليوم بل هي قديمة..
دخل الإسلام ( أراكان ) في القرن الأول الهجري على يد الصحابي ( وقّاص بن مالك ) رضي الله عنه وقيل: في عهد الخليفة العباسي ( هارون الرشيد ) من خلال التجار العرب حيث أعجب أهل ( بورما ) بصدق دينهم وحلاوة أخلاقهم وصدق حديثهم ووفور أمانتهم وحسن معاملتهم، فبدأ الناس يعتنقون الإسلام وتتزايد أعداد المسلمين، وتزداد قوتهم حتى اعتنق الإسلام الملك ( سليمان شاه ) فأسس دولة ( أراكان ) المسلمة المستقلة في عام 1430م ودام حكمها لأكثر من ( 350 ) عامًا وتعاقب على الحكم فيها ( 48 ) حاكمًا إسلاميًا، وكانوا يكتبون في عملتهم ( لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن أقيموا الدين لله ) وظل المسلمون على هذا الحال في أمن وأمان لا يبخسون الناس أشياءهم ولا يظلمون غيرهم، حتى استولى الحاكم البوذي السفاح ( بوداباي ) عام 1784م على إقليم ( أراكان ) فسفك الدماء ونشر الخراب..
ثم نشأت حركة ( 969 ) الإرهابية في عام ( 1999م ) أسسها مجموعة من الرهبان البوذيين المتطرفين وعلى رأسهم الراهب المتطرف ( كياو لوين ).
وحركة ( 969 ) حركة بوذية إرهابية متطرفة وهي التي تقف وراء عمليات العنف والتطهير والمجازر والمحارق ضد المسلمين في السنين الأخيرة، ومع ذلك لم تستطع دولة أن تضعها في قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، ربما لسبب واحد فقط أن ضحاياها من المسلمين!
وتعود أصول مسلمي ( أراكان ) إلى جذور مختلفة مثل: البنقال والعرب والمورو والأتراك والفرس والمنغول والباتان، ويتكلمون لغة تسمى ( الروهينجا ) وهي خليط من اللغات العربية والفارسية والأردية والبنقالية.
وقد سعت هذه الحركة بالتنسيق مع حكومة ( بورما ) إلى التخلص من المسلمين وتم توزيع الأدوار بين الفريقين، بحيث تتولى عصابات مسلحة بتحريض ومشاركة مباشرة من الرهبان وتجارهم وقياداتهم عمليات الإحراق والتدمير والقتل والاغتصاب والنهب والترويع والتخويف، وتتولى الحكومة عمليات الاعتقال والتفتيش والمداهمات وحظر التجوال والتغريم والتجريم والسجن وسحب الوثائق الرسمية القديمة ومصادرة الأملاك وغيرها مما تتعلق بالأمور الرسمية.
وقد انفجر الوضع عام 2012م بعد قتل البوذيين لعشرة من الدعاة المسلمين العائدين من العمرة بطريقة بشعة، أعقبه حرب شاملة على المسلمين، وانفجر الوضع حاليًا في 25 أغسطس 2017م.
هذا والعالم كله يتفرج رغم المناظر والمقاطع المروعة التي لم يرَ العالم الحديث لها مثيلًا فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، إن حماية حقوق المسلمين ( الروهينجا ) في ( بورما ) هو مسئولية أخلاقية عالمية في ذمة المجتمع الدولي الذين ينادي ليل نهار بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات فيجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية تحمل مسئوليتها القانونية والأخلاقية تجاه المسلمين ( الروهينجا ) وذلك من خلال الآتي:
أولا: الضغط على حكومة ( بورما ) من أجل وقف جميع أعمال الإبادة الجماعية والقتل والتهجير والاعتقال ضد مسلمي ( الروهينجا ) بشكل فوري وعاجل.
ثانيا: الضغط من أجل إدارة ذاتية خاصة ( بالروهينجا ) في إقليم أراكان الذي هو بمثابة أرضهم التاريخية تكون بمثابة ملاذ آمن لهم.
ثالثا: دعم وتمكين المؤسسات المدنية السياسية والحقوقية والإعلامية والإغاثية الخاصة بمسلمي ( الروهينجا ) في ( بورما ) من أجل ضمان استمرار وجودهم وتثبيت وتفعيل مشاركتهم في الحياة السياسية في وطنهم، وإعادة إعمار مناطقهم المتضررة ومدها بكافة أشكال المساعدة والدعم المادي والسياسي.
أما واجبنا معاشر المسلمين فيتمثل في الآتي:
أولا: اتخاذ مواقف سياسية قوية والضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان البوذي والعمل - حاليا - على تأمين المهاجرين من ( أراكان ) وإيواء المشردين منهم ودعمهم وإغاثتهم ودمجهم بالمجتمع المسلم في دول الجوار.
ثانيا: على أفراد المسلمين الكتابة حول مأساة ( أراكان ) والنشر بلغات مختلفة وتعريف العالم بقضية ( أراكان ) وفضح التطرف البوذي والعنصرية البوذية والتنديد بجرائمهم .
3- الدعاء لهم في الصلوات وغيرها من مواطن الإجابة.
فهذا أقل القليل تجاه إخواننا المضطهدين في ( أراكان )..
نسأل الله أن ينصرهم على عدوهم وأن يعذب الذين يعذبونهم عذابًا نكرًا ويذيقَهم وبالَ أمرهم ويجعلَ عاقبةَ أمرهم خسرًا..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق