تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

نِعْمَتِ البناتُ !

نِعْمَتِ البناتُ !
« عن محمد بن سويد الطحان أنه قال : كنا عند عاصم بن علي ومعنا أبو عبيد ، وإبراهيم بن أبي الليث وجماعة , وأحمد بن حنبل يضرب , فجعل عاصم يقول : ألا رجل يقوم معي ، فنأتي هذا الرجل ، فنكلمه ؟ قال : فما يجيبه أحد ، ثم قال ابن أبي الليث : أنا أقوم معك يا أبا الحسين ، فقال : يا غلام , خُفِّي .
فقال ابن أبي الليث : يا أبا الحسين أبلُغ إلى بناتي ، فأوصيهم ، فظننا أنه ذهب يتكفَّن ويتحنَّط ، ثم جاء ، فقال : إني ذهبت إليهن ، فبكينَ ! .
قال : وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط : يا أبانا إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل ، فضربه على أن يقول : القرآن مخلوق ، فاتقِ اللهَ ، ولا تجبْه , فو الله لَأَن يأتيَنا نَعِيُّك أحبُّ إلينا من أن يأتيَنا أنك أجبت ! » « سير أعلام النبلاء » (9/263) .
 وفي السماء رزقكم وما توعدون
« قال القاسم بن أبي صالح : سمعت إبراهيم بن دَِيزِيل يقول : لما دُعِيَ عفَّان ( ابن مسلم الصفَّار ) للمحنة ، كنت آخذًا بلجام حماره ، فلما حضر ، عرض عليه القول ، فامتنع أن يجيب ، فقيل له : يُحْبَسُ عطاؤُك - قال : وكان يُعطَى في كل شهر ألف درهم - فقال : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) فلما رجع إلى داره عذَلَهُ نساؤُه ومن في داره ، قال : وكان في داره نحو أربعين إنسانًا ، فدَقَّ عليه داقٌَ البابَ ، فدخل عليه رجل شبَّهتُه بسمَّان أو زيَّات ( بائع سمن أو زيت ) ، ومعه كيس فيه ألف درهم ، فقال : يا أبا عثمان ثبَّتَكَ اللهُ كما ثبَّتَّ الدِّين ، وهذا في كل شهر » . « سير أعلام النبلاء » (10/145) .
عنقي أهون من زِرِّي هذا !
« قال أبو العباس السراج عن الكُدَيمِي قال : لما دخل أبو نعيم ( الفضل بن دُكَين ) على الوالي ليمتحنه ، وثَمَّ يونسُ وأبو غسانَ وغيرهما ، فأول من امتُحِن فلان ، فأجاب ، ثم عطف على أبي نعيم ، فقال : قد أجاب هذا ، فما تقول ؟ فقال : واللهِ ما زلتُ أَتَّهِمُ جَدَّهُ بالزندقة ، ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جَدَّهُ يقول : لا بأس أن يرمي الجمرة بالقوارير . أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مئة شيخ ، الأعمش فمن دونه يقولون : القرآن كلام الله . وعنقي أهوَنُ من زِرِّي هذا ، فقام إليه أحمد بن يونس ، فقبَّلَ رأسَه - وكان بينهما شحناء - وقال : جزاك اللهُ من شيخٍ خيرًا . » « سير أعلام النبلاء » (10/149) .
وتطمئن قلوبهم بذكر الله
« قال الحسين الكوكبي : حدثني أبو عبد الله المقدسي قال : لما حضرتِ آدمَ الوفاةُ ، ختمَ القرآنَ وهو مُسَجَّى ، ثم قال : بُحُبِّي لك إلا ما رفقتَ لهذا المصرع ، كنتُ أُؤَمِّلُكَ لهذا اليوم ، كنتُ أرجوك ، ثم قال : لا إله إلا الله ، ثم قضى - رحمه الله - » . « سير أعلام النبلاء » (10/337) .
الاثنين 26/4/1433هـالموافق 19/3/2011م
قلمٌ بدينارٍ !
« روى محمد بن يوسف السمرقندي ، عن محمد بن مبشر الكَرْمِيني ، قال : انكسر قلمُ محمد بن سلَام البِيكَندِي في مجلسِ شيخٍ ، فأََمَر أن يُنادَى : قلمٌ بدينار ٍ، فطارت إليه الأقلام » . « سير أعلام النبلاء » (10/629) .  
يا ليتني كنتُ يحيى !
« قال محمد بن عبد الوهاب : سمعت الحسين بن منصور ، سمعت عبد الله بن طاهر الأمير يقول : رأيت في النوم في رمضان كأن كتابًا أُدلِيَ من السماء ، فقيل لي : هذا الكتاب فيه  اسم من غُفِرَ له ، فقمتُ ، فتصفحتُ فيه ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم . يحيى بن يحيى » . « سير أعلام النبلاء » (10/517) .
الثلاثاء 27/4/1433هـ الموافق 20/3/2012م
عِلْمُ الخُبزِ
« قال عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ شَبُّويَة : سمعتُ أبي يقول : من أراد علمَ القبر ، فعليه بالأثر ، ومن أراد علمَ الخبز ، فعليه بالرأي » . « سير أعلام النبلاء » (11/7-8) , « تهذيب الكمال » (1/435) .
قَـبـِلـَنـِي يحيى بنُ معين
« قال جعفرُ الطيالسي : سمعتُ ابنَ معين ، يقول : لما قدم عبدُ الوهاب بنُ عطاء ، أتيتُه ، فكتبتُ عنه ، فبينا أنا عنده ، إذ أتاه كتابٌ من أهله ، فقرأه ، وأجابهم ، فرأيته ، وقد كتب على ظهره : قدمتُ بغداد ، وقَبِلَنِي يحيى بن معين . والحمد لله رب العالمين » . « تاريخ بغداد » (14/181) , « تاريخ دمشق » (22/65) , « تهذيب الكمال » (31/555) , « تهذيب التهذيب » (11/249) , « سير أعلام النبلاء » (11/80) .
السبت 1/5/1433هـ الموافق 24/3/2012م
يا مقلب القلوب , ثبِّت قلبي على دينك
« عن يزيد بن مَزْيَد ، قال : ذُكِر الدجال في مجلس فيه أبو الدرداء , فقال : نَوْف البِكَالي : لَغيرُ الدجَّال أخْوَفُ عندي من الدجال .
فقال أبو الدرداء : ما هو ؟ قال : أخاف أن أُسلَبَ إيماني ولا أشعُر .
فقال أبو الدرداء : ثكلتُك أمُّك يا ابنَ الكندية ، وهل في الأرض خمسون يتَخوَّفون ما تَتَخوَّف ؟ ثم قال : وثلاثين ، ثم قال : عشرين ، ثم قال : عشرة ، ثم قال : خمسة ، ثم قال : ثلاثة .
والذي نفسي بيده , ما أمِنَ عبدٌ على إيمانه إلا سُلِبَه ، أو انتُزِع منه فيفقِدُه ، والذي نفسي بيده , ما الإيمان إلا كالقميص يتقمصه مرة ، ويضعه أخرى » . « تاريخ دمشق » (53/290) , « تذكرة الحفاظ » (1/209) , « سير أعلام النبلاء » (11/106-107) .
قلت : ومن ذا الذي يأمن على نفسه والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ! والذنوب كثيرة , والأعمال مهلهلة , والنيات مدخولة ,  والأماني كثيرة , والسفر بعيد , والنهايات مستورة , والقدر سر الله !
رب ثبِّتني , وسامحني , واسترني , واغفر لي ؛ إنك على كل شيء قدير .
الأحد 2/5/1433هـ الموافق 25/3/2012م
سَرْ بَسَرْ !
« قال عبدُ الله بنُ أحمد : سمعتُ سُرَيج بن يونس ، يقول : رأيتُ ربَّ العزَّة في المنام ، فقال : سَلْ حاجتَك ، فقلتُ : رحمان سَرْ بَسَرْ ، يعني : رأسًا برأسٍ » . « حلية الأولياء » (10/113) , « تاريخ بغداد (9/219) , « صفوة الصفوة » (2/361) , « تهذيب الكمال » (10/224) , « تهذيب التهذيب » (3/398) , « سير أعلام النبلاء » (11/146) , « وفيات الأعيان » (1/67) .
تواتر معنى هذه الكلمة عن الصالحين من العلماء الربانيين والعباد الصادقين , فما أكثر من روي عنه قوله : ليتني أنجو كفافًا ؛ لا لي ولا علي ! على رأسهم الفاروق عمر , ثم سمِّ من شئت من السلف الصالح ؛ الشعبي , أبا إسحاق السبيعي , هشام الدستوائي , سفيان الثوري , أحمد بن حنبل .. على ما كانوا عليه من العلم والعمل . بلى , هكذا الإيمان , فسبحان من فاوت بين قلوب العباد , ذا يتبتل ويبكي , وذاك لم يركع لله ركعة وهو آمن ويتمنى على الله الأماني ) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ( . اللهم إني بك وإليك , آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت , وأنت المستعان , وعليك التكلان , ولا حول ولا قوة إلا بك .
الاثنين 3/5/1433هـ الموافق 26/3/2012م
ارحموني !
« وَزَرَ ( يعني ابن الزيَّات ) للمعتُصِم وللواثِق ، وكان مُعاديًا لابن أبي دُوَاد ، فأغرى ابن أبي دُوَاد المتوكلَ ، حتى صادر ابنَ الزيات وعذَّبه .
وكان يقول بخلق القرآن ، ويقول : ما رحمتُ أحدًا قط ، الرحمةُ خَوَرٌ في الطبع !
فسُجِنَ في قَفَصٍ حرِجٍ ، جِهاتُه بمساميرَ كالمـَسـَالِّ ، فكان يُصيحُ : ارحموني ، فيقولون : الرحمةُ خَوَر في الطبيعة ! » . « سير أعلام النبلاء » (11/172-173) , « وفيات الأعيان » (5/100) .
هذه نهاية الأفكار الضالة , ما رحمتَ أحدًا قط ! وما الذي حملك على هذا ؟ التعصب لتصحيح المذهب المنحرف ؟
هل تدري أننا نرجو رحمة الله برحمتنا للناس ؟ وأن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بذلك ؟ هل تدري أننا نطلب رحمة الله برحمة الأطفال والمساكين والمرضى والمصابين .
فانظر - رعاك الله - كيف اصطدم التنظير المعتزلي بالواقع ؟ فبينا هو متصلب في إنكار الرحمة , إذ به أحوج ما يكون إليها , هذا في الدنيا , والآخرة أعظم من ذلك . والله المستعان .
الثلاثاء 4/5/1433هـ الموافق 27/3/2012م
كتاب « الشكوك » !
« مات لصالح بن عبد القدوس المتكلم ولدٌ ، فأتاه العلَّاف يُعزِّيه ، فرآه جَزِعًا ، فقال : ما هذا الجزع وعندك أن المرء كالزرع ؟ قال : يا أبا الهُذَيل , جزعتُ عليه ؛ لكونه ما قرأ كتاب « الشكوك » لي ؛ فمن قرأه ، يشك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن ، وفيما لم يكن حتى يظن أنه كان .
قال : فشُك أنت في موت ابنك ، وظُن أنه لم يمت ، وشُك أنه قد قرأ كتاب « الشكوك » » . « سير أعلام النبلاء » (11/174) , « وفيات الأعيان » (4/266) .
وليته يشك أيضًا أنه ألف كتاب الشكوك ؛ حتى لا يحزن بالكلية .
أين عقلك يا بن عبد القدوس ؟ هل الشكوك في حاجة إلى كتاب ؟
ليتك أفنيت عمرك في تدبر ما أنزل إليك ربك من الهدى والعلم والإيمان واليقين ! وليتك طالعت سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإنها شفاء لكل داء ! وساعتها لن تحتاج إلى كتاب الشكوك .
الخميس 6/5/1433هـ الموافق 29/3/2012م
أين خلَّفتَ الأدبَ !
« قال عليُّ بنُ جعفر : أخبرنا إسماعيلُ بنُ بنتِ السُّدِّي ، قال : كنتُ في مجلسِ مالك ، فسئل عن فريضةٍ ، فأجابَ بقول زيد ، فقلتُ : ما قال فيها علي وابن مسعود - رضي الله عنهما - ؟ ، فأومَأَ إلى الحَجَبَة ، فلما همُّوا بي , عَدَوتُ وأعجزتُهم ، فقالوا : ما نصنع بكُتُبِه ومِحْـبَرَتِه ؟ فقال : اطلبوه برفق ، فجاءوا إليَّ , فجئت معهم .
فقال مالك : من أين أنت ؟ قلت : من الكوفة .
قال : فأين خلَّفتَ الأدبَ ؟ فقلتُ : إنما ذاكرتُك لأستفيدَ .
فقال : إن عليًّا وعبدَ الله لا يُنكَر فضلُهما ، وأهلُ بلدِنا على قول زيد بن ثابت ، وإذا كنتَ بين قومٍ ، فلا تبدأهم بما لا يعرفون ، فيبدأك منهم ما تكره » . « سير أعلام النبلاء » (11/177) .
بالله ما أعظم مالك وما أحسنه وما أكثر احترامه للعلم ! نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم .
لقد كان مالك آية في العلم والفقه والورع والدين والأدب والمهابة والاحترام للعلم , ولقد صدق الشافعي وبرَّ حين قال : إذا ذكر العلماء , فمالك النجم .
السبت 8/5/1433هـ الموافق 31/3/2012م
خدَعَكَ - واللهِ - البغداديُّ !
« يُذكَر عن ابن نمير ، قال : كنتُ عند وكيع ، فجاءه رجل ، أو قال : جماعة من أصحاب أبي حنيفة ، فقالوا له : ها هنا رجل بغدادي يتكلم في بعض الكوفيين ، فلم يعرفه وكيع .
فبينا نحن إذ طلع أحمد بن حنبل ، فقالوا : هذا هو ، فقال وكيع : ها هنا يا أبا عبد الله ، فأفرَجوا له ، فجعلوا يذكرون عن أبي عبد الله الذي ينكرون .
وجعل أبو عبد الله يحتج بالأحاديث عن النبي - r - .
فقالوا لوكيعٍ : هذا بحضرتك ترى ما يقول ؟ فقال : رجلٌ يقول : قال رسولَ الله ، أيش أقول له !
ثم قال : ليس القول إلا كما قلتَ يا أبا عبد الله ، فقال القومُ لوكيعٍ : خدعَك والله البغدادي » . « سير أعلام النبلاء » (11/191) .
وخدعَنا , والله ! وكل من دعانا إلى السنة , استجبنا له , نستعذب خدعته , وندع الرأي المحض لما عنده من السنة الصحيحة , ونتشبث بالهدي النبوي والوحي المعصوم , ولا نتعصب لآراء الرجال ؛ فكل يؤخذ من رأيه ويرد إلا رسول الله - r - , والمحافظة على سلامة المنهج الإسلامي أولى من المحافظة على سلامة الأشخاص , خصوصًا مع تربص العلمانيين وأعداء الدين .
الأحد 9/5/1433هـ الموافق 1/4/2012م
فَشَّاشٌ !
« الخلال : حدثنا علي بن سهل ، قال : رأيت يحيى بن معين عند عفان ، ومعه أحمد بن حنبل ، فقال : ليس هنا اليوم حديث .
فقال يحيى : ترد أحمد بن حنبل ، وقد جاءك ! فقال : الباب مقفل ، والجارية ليست هنا .
قال يحيى : أنا أفتح ، فتكلم على القفل بشيءٍ ، ففتحه .
فقال عفان : أفشَّاشٌ  أيضًا ! وحدثهم » . « سير أعلام النبلاء » (11/192) .
 ( يُقالُ : فَشَّ القُفْلَ فَشًّا ؛ أي فَتَحَه بغير مفتاح )
يا لله لمحبتهم الحديث ! حق لعفان أن يتعجب من انفتاح القفل بلا مفتاح , فهذا شيء خارج عن العادة .
يا ترى ماذا قال ابن معين حتى فتح القفل المغلق !
الاثنين 10/5/1433هـ الموافق 2/4/2012م
أباها , ونفاها !
« قال إمام الأئمة ابن خزيمة : سمعت محمد بن سحتُويَه ، سمعت أبا عمير بن النحاس الرملي ، وذكر أحمد بن حنبل ، فقال : رحمه الله ، عن الدنيا ما كان أصبرَه ، وبالماضين ما كان أشبهَه ، وبالصالحين ما كان ألحقَه ، عَرَضتْ له الدنيا فأباها ، والبدعُ فنفاها » . « سير أعلام النبلاء » (11/198) .
نجح إمام أهل السنة في معركة الشهوات كما نجح في معركة الشبهات ؛ فلا الدنيا خدعته , ولا البدع راجت عليه , بل صمد في وجه الفتن .
صبر عن الدنيا في الوقت الذي كان فيه فقيرًا معدمًا كثير العيال , ومن قرأ سيرته رأى عجبًا من العجب ودروسًا رائعة في الصبر والتصميم وقوة الإرادة وعزة النفس , فلله دره !
الخميس 29/4/1433هـ الموافق 22/3/2012م
قليلها يجزئ !
قال ابن أبي حاتم : « كتب إليَّ عبدُ الله بن أحمد ، سمعتُ أبي ، وذكر الدنيا ، فقال : قليلها يجزئ ، وكثيرها لا يجزئ » . « سير أعلام النبلاء » (11/208) .
صدقت , أبا عبد الله , لكن غلب على قلوبنا الطمع , ولم نرضَ باليسير الذي يبلغ المقصد , وشغلتنا أموالنا وأهلونا , فليت لي قلبًا كقلبك ولسانًا كلسانك !
هَيِّن
« قال أحمد الدورقي : لما قدم أحمد بن حنبل من عند عبد الرزاق ، رأيتُ به شحوبًا بمكة .
وقد تبين عليه النصَب والتعَب ، فكلمته ، فقال : هين فيما استفدنا من عبد الرزاق » . « سير أعلام النبلاء » (11/215) .
هين , أبا عبد الله , ما دام في طاعة الله وطلب رضاه , أسوتك في ذا السيد الكامل - r - إذ يقول :
هل أنتِ إلا إصبعٌ دميتِ * وفي سبيل الله ما لقيتِ
ليتك دريتَ !
« قال الأبَّار : سمعت رجلًا سأل أحمد بن حنبل ، قال : حلفتُ بيمين لا أدري أيش هي ؟ فقال : ليتك إذا دريتَ دريتُ أنا ! » . « سير أعلام النبلاء » (11/226) .
بالله , إذا لم يدرِ المستفتي ما نوى كيف يدري المفتي ! أعان الله المفتين على هذه الأسئلة وأخواتها .
ما اختلفنا
« قال الخلَّال : سمعتُ المرُّوذِي : سمعتُ أبا عبد الله ، ذكر أهلَه ، فترحَّم عليها ، وقال : مكثنا عشرين سنة ، ما اختلفنا في كلمة » . « سير أعلام النبلاء » (11/332) .
لله درك يا صاحب الخلق العالي ! عشرون سنة ولم تختلفوا في كلمة واحدة , يا لله , من أي شيء خلق هذا الرجل !
السبت 26/7/1433هـ الموافق 16/6/2012م
من ولَّاك الحسبة ؟
« كان النوري إذا رأى منكرًا غيَّره ، ولو كان فيه تلفه . نزل يومًا ، فرأى زورقًا فيه ثلاثون دَنًّا ، فقال للملاح : ما هذا ؟ قال : ما يلزمك ؟ فألحَّ عليه ، فقال : أنت والله صوفي كثير الفضول ، هذا خمر للمعتضد ، قال : أعطني ذلك المِدْرى ( القرن ) ، فاغتاظ وقال لأجيره : ناولْه حتى أبصر ما يصنع ، فأخذه ، ونزل فكسرها كلها غير دَنٍّ ، فأخذ وأدخل إلى المعتضد ، فقال : من أنت ويلك ؟ قال : محتسب ، قال : ومن ولَّاك الحسبة ؟ قال : الذي ولَّاك الإمامة يا أمير المؤمنين ! فأطرق : وقال : ما حملك على فعلك ؟ قال : شفقة مني عليك ! قال : كيف سلم هذا الدَّن ؟ فذكر أنه كان يكسر الدِّنان ونفسه مخلصة خاشعة ، فلما وصل إلى هذا الدَّن أعجبته نفسه ، فارتاب فيها ، فتركه » . « سير أعلام النبلاء » (14/76) .
رفع الله درجتك , أبا الحسين , جمعت بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشجاعة ومحاسبة النفس .



















0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More