المطبات والأحواش العشوائية
٨|٤|١٤٣٨ هجرية
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ).
ويدخل في إماطة الأذى تنظيف الطريق من المخلفات ورفع ما يؤذي المارة من شوك أو زجاج أو حديد وما له رائحة كريهة تلوث الهواء وتسبب الأمراض وما يعيق المرور ويضر المارة والمركبات.
فإيذاء المسلمين في طرقاتهم لا ينبغي للمسلم فعله؛ لما فيه من الضرر على المسلمين.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: ( فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها ). قالوا وما حق الطريق؟ قال: ( غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ).
ومن الأذى الغيبة والنميمة والسخرية بالمارة وإزعاج الناس بالأصوات الصاخبة في ليالي الأعراس وإطلاق الرصاص في الهواء وتضييق الشوارع ووضع المعوّقات في الطريق ورمي المخلفات في الطريق وما يؤذي المارة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصنَ شوكٍ على الطريق فأخّره فشكر الله له فغفر له ).
فهذا ثواب عظيم في إزالة الشوك ونحوه من الشوارع.
وتنحية الأذى من الطريق من محاسن الأعمال كما قال صلى الله عليه وسلم: ( عرضت علي أمتي بأعمالِها حسنِها وسيّئِها، فرأيت في محاسن أعمالها الأذى يُنحَّى عن الطريق ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا اللعّانين ) قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: ( الذي يتخلى في طريق الناس وفي ظلهم ).
فقضاء الحاجة في الطريق والظل يؤذي الناس ويتسبب في لعن صاحبه فنهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الملاعن الثلاث: البِراز في الموارد وقارعة الطريق والظل ) والموارد هي أماكن الماء.
وعن أبي بَرْزَة رضي الله عنه قال: قلت يا نبي الله علمني شيئًا أنتفع به. قال: ( اعزل الأذى عن طريق المسلمين ).
فهذا أجر عظيم في عزل الأذى عن طريق المسلمين فإن أبا برزة رضي الله عنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه شيئًا ينتفع به فأمره بعزل الأذى عن طريق المسلمين.
إنها عناية فائقة بسلامة الطريق وإزالة كل ما يؤذي المسلمين.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن طريق المسلمين أو شوكةً أو عظمًا عن طريق المسلمين وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة فإنه يمسي يومئذ وقد زَحزَح نفسَه عن النار ) فعزل الأحجار والشوك والعظام ونحوها عن طريق المسلمين مما يباعد عن النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( مرَّ رجلٌ بغصنِ شجرةٍ على ظهر طريق فقال: لأُنَحِّيَنَّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأُدْخِلَ الجنة ) عزَّ على هذا المؤمن أن يرى ما يؤذي المسلمين في طريقهم وأبت عليه نفسُه إلا أن يُنحِّيَه من طريق المسلمين ففعل فكان سببًا في دخوله الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم ).
أيها المسلمون، الطريق ملك عام يشترك في الانتفاع به جميع الناس بشرط السلامة وعدم الإضرار بالآخرين؛ فإنه لا ضرر ولا ضرار. ولا يجوز للمسلم أن يضر إخوانه المسلمين بالبناء أو غيره مما يضيق الشوارع ويعيق الحركة أو يمنعها بالكلية. ولا يجوز للمسلم أن يقدم مصلحته الخاصة على حساب المصلحة العامة للمسلمين.
ومما يدخل في الإضرار بالمسلمين والتضييق عليهم أمران.
الأمر الأول: ( المطبات العشوائية ) التي قطعت الشوارع العامة إلى مربعات صغيرة وشوهت جمال المدينة وسلبت منها المنظر الحضاري وأضرت بالمارة والمركبات وعبرت بلسان الحال عن الفوضى والعشوائية.
من الذي سمح بهذه المطبات! ما الحاجة الداعية إليها! من الذي رخص فيها وأذِن بها!
نطالب إدارة المرور بإزالة كل هذه المطبات وعدم السماح لأي أحد بصناعة مطب وإذا كان ولا بد فإدارة المرور هي التي تفعل ذلك حسب المعايير الفنية السليمة بحيث لا يضر الناس ولا يعطل مركباتهم وبشرط أن تكون المطبات محدودة بقدر الحاجة وليست عشوائية وفوضوية.
يا إدارةَ المرور مارسوا سلطتكم وفعّلوا دوركم في حماية الطرقات من العبث وحافظوا على جمال المدينة وسلامتها وامنعوا كل من يريد العبث والفوضى وأزيلوا هذه المطبات العشوائية وافرضوا النظام فسلامة الطريق من مهامكم وأنتم مسئولون عنها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ).
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، الأمر الثاني الذي يدخل في الإضرار بالمسلمين والتضييق عليهم ( الأحواش العشوائية ) التي ضيقت الشوارع وأعاقت حركة السيارات وربما منعت دخولها بالكلية.
تقسّم الناس الشوارع في ظل غياب الرقيب والحامي لمصالح المسلمين فمن حصل على رخصة في متر جعلها مترين ومن حصل على رخصة في ثلاثة جعلها ستة.
ومن لم يحصل على رخصة تصرف من تلقاء نفسه وبنى له حوشًا ضيق به الطريق بحيث صار لا يسمح إلا بمرور المشاة والدراجات النارية فقط.
وساعدهم على هذا المنكر كل مسئول تنازل عن مصلحة المسلمين العامة من أجل مصلحته الخاصة وكل متنازل عن أمانته وضميره مقابل الحصول على رشوة رخيصة.
يجب على كل من اقتطع شيئًا من طريق المسلمين بغير حق رد ما أخذه من طريق المسلمين ولا تبرأ ذمته إلا بذلك وليعلم أن الرخصة غير القانونية التي استخرجها من المسئول بطريق ملتوية لا تجعل الحرام حلالا؛ لأن هذا المسئول ليس من حقه التنازل عن حقوق المسلمين العامة ولو فعل فتصرفه باطل ومردود.
أصلح الله حال البلاد والعباد..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٨|٤|١٤٣٨ هجرية
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ).
ويدخل في إماطة الأذى تنظيف الطريق من المخلفات ورفع ما يؤذي المارة من شوك أو زجاج أو حديد وما له رائحة كريهة تلوث الهواء وتسبب الأمراض وما يعيق المرور ويضر المارة والمركبات.
فإيذاء المسلمين في طرقاتهم لا ينبغي للمسلم فعله؛ لما فيه من الضرر على المسلمين.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: ( فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها ). قالوا وما حق الطريق؟ قال: ( غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ).
ومن الأذى الغيبة والنميمة والسخرية بالمارة وإزعاج الناس بالأصوات الصاخبة في ليالي الأعراس وإطلاق الرصاص في الهواء وتضييق الشوارع ووضع المعوّقات في الطريق ورمي المخلفات في الطريق وما يؤذي المارة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصنَ شوكٍ على الطريق فأخّره فشكر الله له فغفر له ).
فهذا ثواب عظيم في إزالة الشوك ونحوه من الشوارع.
وتنحية الأذى من الطريق من محاسن الأعمال كما قال صلى الله عليه وسلم: ( عرضت علي أمتي بأعمالِها حسنِها وسيّئِها، فرأيت في محاسن أعمالها الأذى يُنحَّى عن الطريق ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا اللعّانين ) قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: ( الذي يتخلى في طريق الناس وفي ظلهم ).
فقضاء الحاجة في الطريق والظل يؤذي الناس ويتسبب في لعن صاحبه فنهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الملاعن الثلاث: البِراز في الموارد وقارعة الطريق والظل ) والموارد هي أماكن الماء.
وعن أبي بَرْزَة رضي الله عنه قال: قلت يا نبي الله علمني شيئًا أنتفع به. قال: ( اعزل الأذى عن طريق المسلمين ).
فهذا أجر عظيم في عزل الأذى عن طريق المسلمين فإن أبا برزة رضي الله عنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه شيئًا ينتفع به فأمره بعزل الأذى عن طريق المسلمين.
إنها عناية فائقة بسلامة الطريق وإزالة كل ما يؤذي المسلمين.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن طريق المسلمين أو شوكةً أو عظمًا عن طريق المسلمين وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة فإنه يمسي يومئذ وقد زَحزَح نفسَه عن النار ) فعزل الأحجار والشوك والعظام ونحوها عن طريق المسلمين مما يباعد عن النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( مرَّ رجلٌ بغصنِ شجرةٍ على ظهر طريق فقال: لأُنَحِّيَنَّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأُدْخِلَ الجنة ) عزَّ على هذا المؤمن أن يرى ما يؤذي المسلمين في طريقهم وأبت عليه نفسُه إلا أن يُنحِّيَه من طريق المسلمين ففعل فكان سببًا في دخوله الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم ).
أيها المسلمون، الطريق ملك عام يشترك في الانتفاع به جميع الناس بشرط السلامة وعدم الإضرار بالآخرين؛ فإنه لا ضرر ولا ضرار. ولا يجوز للمسلم أن يضر إخوانه المسلمين بالبناء أو غيره مما يضيق الشوارع ويعيق الحركة أو يمنعها بالكلية. ولا يجوز للمسلم أن يقدم مصلحته الخاصة على حساب المصلحة العامة للمسلمين.
ومما يدخل في الإضرار بالمسلمين والتضييق عليهم أمران.
الأمر الأول: ( المطبات العشوائية ) التي قطعت الشوارع العامة إلى مربعات صغيرة وشوهت جمال المدينة وسلبت منها المنظر الحضاري وأضرت بالمارة والمركبات وعبرت بلسان الحال عن الفوضى والعشوائية.
من الذي سمح بهذه المطبات! ما الحاجة الداعية إليها! من الذي رخص فيها وأذِن بها!
نطالب إدارة المرور بإزالة كل هذه المطبات وعدم السماح لأي أحد بصناعة مطب وإذا كان ولا بد فإدارة المرور هي التي تفعل ذلك حسب المعايير الفنية السليمة بحيث لا يضر الناس ولا يعطل مركباتهم وبشرط أن تكون المطبات محدودة بقدر الحاجة وليست عشوائية وفوضوية.
يا إدارةَ المرور مارسوا سلطتكم وفعّلوا دوركم في حماية الطرقات من العبث وحافظوا على جمال المدينة وسلامتها وامنعوا كل من يريد العبث والفوضى وأزيلوا هذه المطبات العشوائية وافرضوا النظام فسلامة الطريق من مهامكم وأنتم مسئولون عنها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ).
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، الأمر الثاني الذي يدخل في الإضرار بالمسلمين والتضييق عليهم ( الأحواش العشوائية ) التي ضيقت الشوارع وأعاقت حركة السيارات وربما منعت دخولها بالكلية.
تقسّم الناس الشوارع في ظل غياب الرقيب والحامي لمصالح المسلمين فمن حصل على رخصة في متر جعلها مترين ومن حصل على رخصة في ثلاثة جعلها ستة.
ومن لم يحصل على رخصة تصرف من تلقاء نفسه وبنى له حوشًا ضيق به الطريق بحيث صار لا يسمح إلا بمرور المشاة والدراجات النارية فقط.
وساعدهم على هذا المنكر كل مسئول تنازل عن مصلحة المسلمين العامة من أجل مصلحته الخاصة وكل متنازل عن أمانته وضميره مقابل الحصول على رشوة رخيصة.
يجب على كل من اقتطع شيئًا من طريق المسلمين بغير حق رد ما أخذه من طريق المسلمين ولا تبرأ ذمته إلا بذلك وليعلم أن الرخصة غير القانونية التي استخرجها من المسئول بطريق ملتوية لا تجعل الحرام حلالا؛ لأن هذا المسئول ليس من حقه التنازل عن حقوق المسلمين العامة ولو فعل فتصرفه باطل ومردود.
أصلح الله حال البلاد والعباد..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق