هدايات رمضان
٣٠|٨|١٤٣٨هالموافق ٢٦|٥|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، أظلكم شهرُ رمضانَ المبارك، أتاكم رمضان بخيره وفتحه، وبركتِه وهداه، أتى فاهتزت قلوبٌ وتلهفت، واشتاقت أرواح وحنّتْ، حنّتْ نفوسٌ لها برمضان عُلقة، وبينها وبين رمضان مودة، سرى حبُّ رمضان منها في الشرايين والعروق، ما إن ينزل رمضان قريبًا من ديارها إلا اشرأبّت للقائه، وارتاعت لقدومه..
أولئك هم المؤمنون حقًا، حبّب الله إليهم الإيمان، وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الراشدين، يجدون في الصيام والقيام لذةً لا توصف، وحنانًا لا يُنعَت، ولا تقدر على شرحِه الحروف، كساهم الرحمن من حلة الإيمان ونور الصلاة بهاءً ونورًا، وجزاهم بما صبروا بهجةً وسرورًا..
أتى رمضان حاملًا معه الخيرَ الكثير، والأجرَ الوفير، كما أخبرَنا بذلك البشير النذير قال صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ".
من صام وقلبه مطمئن بالإيمان، وقصدُه رضا الكريم المنان، من صام وهو يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه يبتغي بصيامه وجه الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
ولما علم أولئك الصائمون أن الصيام جُنّة من النار ما لم يخرقها العبد، حافظوا على صيامهم من قطّاع الطرق، فمن قابلهم بالجهل والسفه قابلوه بالعفو والصفح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم ".
نهارهم قرآن وصلاة وذكر واستغفار وأوراد وأذكار ودعوات خفية لا يسمعها الناس ولا يعلم بها إلا رب الِجنة والناس.
فإذا تمَّ يومُهم وصح صومُهم فرحوا وحمدوا الله على سلامة الصوم من الخروق والخدوش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ".
وكثيرًا ما يستوقفهم قول الله تبارك وتعالى: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي " يا ترى ما الذي خبّأه الرحمن من الأجر والثواب! ما عسى أن يكون هذا الثوابُ المكنونُ الذي فاق سبعمائة ضعف من الحسنات! يا ترى ماذا عنى - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم بقوله:" كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ الحسنةُ عشر أمثالها إلى سبعمائةِ ضِعْف قال الله عزَّ وجلَّ: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ".
وكلُّ ما أصابهم من التعب والنصب والتغيُّرِ بسبب الصوم فلَهُم به أجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لَخُلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك ".
والصائمُ من هؤلاء أكثرُ حرصًا وخوفًا على صومه من التاجر على تجارته، فلا يرفُثُون ولا يصخَبون ولا يُشاتِمون ولا يجْهلون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ فليقلْ: إني صائم، إني صائم " وفي رواية " إذا أصبحَ أحدُكم صائمًا، فلا يَرفُثْ ولا يَجْهَلْ، وإن امرؤ شاتمه، أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم ".
ولما كان الجزاءُ من جنس العمل قابل اللهُ ظمأَهُم في الحَرِّ بالرّيِّ يوم القيامة وخصّص لهم بابًا يدخلون منه إلى جنات النعيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ في الجنة بابًا يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحد غيرُهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرَهم، فإذا دخلوا أغْلِق فلم يَدْخُل منه أحد " وفي رواية " إنَّ في الجنة ثمانيةَ أبواب، منها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون ".
وهذا الباب خاص بالمكثرين من الصيام طوال العام المتميزين بالصوم عن سائر الناس.
وكما عَمَرَ الصائمون نهارَهم بالصيام عمروا ليلهم بالقيام، فقاموا بين يدي الله راغبين راهبين، قانتين آناء الليل، ساجدين وقائمين، يحذرون الآخرة، ويرجون رحمة ربهم.
حرمهم القرآنُ النومَ بالليل، وحرمهم الصيامُ الطعامَ والشرابَ والشهوات بالنهار.
وفي سهَرِهِم هذا قُرّةُ عيونِهم، وحياةُ قلوبهم، وإشراقُ أرواحهم، وزكاةُ أنفسِهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، ومن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ".
ولما كان الله سبحانه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، ويريد أن يتوب علينا، فتح لنا في رمضان أبواب الجنان، وأغلق أبواب النيران، وقيّد الشياطين ومردةَ الجان، فقلّت حركتهم، وضعُفت غوايتهم..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أولُ ليلة من رمضان غُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنة، فلم يُغْلَقْ منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير، هَلُمَّ وأقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِر، ولله فيه عُتَقَاءُ من النَّار، وذلك في كل ليلة، حتى ينقضيَ رمضانُ ".
ولما قُيِّدت الشياطين انطلقت الروح وجاءت العزيمة على الرشد وجاءت الهمة والقوة والقدرة على القيام بالأعمال الكثيرة والصعبة والشاقة فقد كان السلف يصلون القيام من العشاء إلى السحر ويختمون في رمضان ختمات كثيرة ويضاعفون جهدهم وأعمالهم في رمضان، جاء في ترجمة قتادة رحمه الله أنه كان يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاءت العشر ختم كل ليلة.
والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، كما أن رمضان شهرُ رجاءٍ وأملٍ ورغبة فهو أيضًا شهرُ خوفٍ وحذَرٍ ورهبة، يخاف المسلم أن يخرُجَ رمضان ولم يُغفَر له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فقال: يا محمد، من أدرك أحدَ والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: يا محمد، من أدرك شهرَ رمضان فمات فلم يُغفَر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: ومن ذُكِرتَ عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ".
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٣٠|٨|١٤٣٨هالموافق ٢٦|٥|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، أظلكم شهرُ رمضانَ المبارك، أتاكم رمضان بخيره وفتحه، وبركتِه وهداه، أتى فاهتزت قلوبٌ وتلهفت، واشتاقت أرواح وحنّتْ، حنّتْ نفوسٌ لها برمضان عُلقة، وبينها وبين رمضان مودة، سرى حبُّ رمضان منها في الشرايين والعروق، ما إن ينزل رمضان قريبًا من ديارها إلا اشرأبّت للقائه، وارتاعت لقدومه..
أولئك هم المؤمنون حقًا، حبّب الله إليهم الإيمان، وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الراشدين، يجدون في الصيام والقيام لذةً لا توصف، وحنانًا لا يُنعَت، ولا تقدر على شرحِه الحروف، كساهم الرحمن من حلة الإيمان ونور الصلاة بهاءً ونورًا، وجزاهم بما صبروا بهجةً وسرورًا..
أتى رمضان حاملًا معه الخيرَ الكثير، والأجرَ الوفير، كما أخبرَنا بذلك البشير النذير قال صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ".
من صام وقلبه مطمئن بالإيمان، وقصدُه رضا الكريم المنان، من صام وهو يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه يبتغي بصيامه وجه الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
ولما علم أولئك الصائمون أن الصيام جُنّة من النار ما لم يخرقها العبد، حافظوا على صيامهم من قطّاع الطرق، فمن قابلهم بالجهل والسفه قابلوه بالعفو والصفح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم ".
نهارهم قرآن وصلاة وذكر واستغفار وأوراد وأذكار ودعوات خفية لا يسمعها الناس ولا يعلم بها إلا رب الِجنة والناس.
فإذا تمَّ يومُهم وصح صومُهم فرحوا وحمدوا الله على سلامة الصوم من الخروق والخدوش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ".
وكثيرًا ما يستوقفهم قول الله تبارك وتعالى: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي " يا ترى ما الذي خبّأه الرحمن من الأجر والثواب! ما عسى أن يكون هذا الثوابُ المكنونُ الذي فاق سبعمائة ضعف من الحسنات! يا ترى ماذا عنى - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم بقوله:" كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ الحسنةُ عشر أمثالها إلى سبعمائةِ ضِعْف قال الله عزَّ وجلَّ: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ".
وكلُّ ما أصابهم من التعب والنصب والتغيُّرِ بسبب الصوم فلَهُم به أجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لَخُلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك ".
والصائمُ من هؤلاء أكثرُ حرصًا وخوفًا على صومه من التاجر على تجارته، فلا يرفُثُون ولا يصخَبون ولا يُشاتِمون ولا يجْهلون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ فليقلْ: إني صائم، إني صائم " وفي رواية " إذا أصبحَ أحدُكم صائمًا، فلا يَرفُثْ ولا يَجْهَلْ، وإن امرؤ شاتمه، أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم ".
ولما كان الجزاءُ من جنس العمل قابل اللهُ ظمأَهُم في الحَرِّ بالرّيِّ يوم القيامة وخصّص لهم بابًا يدخلون منه إلى جنات النعيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ في الجنة بابًا يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحد غيرُهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرَهم، فإذا دخلوا أغْلِق فلم يَدْخُل منه أحد " وفي رواية " إنَّ في الجنة ثمانيةَ أبواب، منها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون ".
وهذا الباب خاص بالمكثرين من الصيام طوال العام المتميزين بالصوم عن سائر الناس.
وكما عَمَرَ الصائمون نهارَهم بالصيام عمروا ليلهم بالقيام، فقاموا بين يدي الله راغبين راهبين، قانتين آناء الليل، ساجدين وقائمين، يحذرون الآخرة، ويرجون رحمة ربهم.
حرمهم القرآنُ النومَ بالليل، وحرمهم الصيامُ الطعامَ والشرابَ والشهوات بالنهار.
وفي سهَرِهِم هذا قُرّةُ عيونِهم، وحياةُ قلوبهم، وإشراقُ أرواحهم، وزكاةُ أنفسِهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، ومن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ".
ولما كان الله سبحانه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، ويريد أن يتوب علينا، فتح لنا في رمضان أبواب الجنان، وأغلق أبواب النيران، وقيّد الشياطين ومردةَ الجان، فقلّت حركتهم، وضعُفت غوايتهم..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أولُ ليلة من رمضان غُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنة، فلم يُغْلَقْ منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير، هَلُمَّ وأقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِر، ولله فيه عُتَقَاءُ من النَّار، وذلك في كل ليلة، حتى ينقضيَ رمضانُ ".
ولما قُيِّدت الشياطين انطلقت الروح وجاءت العزيمة على الرشد وجاءت الهمة والقوة والقدرة على القيام بالأعمال الكثيرة والصعبة والشاقة فقد كان السلف يصلون القيام من العشاء إلى السحر ويختمون في رمضان ختمات كثيرة ويضاعفون جهدهم وأعمالهم في رمضان، جاء في ترجمة قتادة رحمه الله أنه كان يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاءت العشر ختم كل ليلة.
والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، كما أن رمضان شهرُ رجاءٍ وأملٍ ورغبة فهو أيضًا شهرُ خوفٍ وحذَرٍ ورهبة، يخاف المسلم أن يخرُجَ رمضان ولم يُغفَر له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فقال: يا محمد، من أدرك أحدَ والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: يا محمد، من أدرك شهرَ رمضان فمات فلم يُغفَر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: ومن ذُكِرتَ عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ".
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق