( ولتنظر نفس ما قدمت لغد )
٧|٩|١٤٣٨هالموافق ٢|٦|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ * لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ).
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الإيمان ويقتضيه من لزوم تقواه سرًا وعلانية، في جميع الأحوال، وأن يراعوا ما أمرهم الله به من أوامره وشرائعه وحدوده، وينظروا ما لهم وما عليهم، وماذا حصلوا عليه من الأعمال التي تنفعهم أو تضرهم في يوم القيامة، فإنهم إذا جعلوا الآخرة نُصْبَ أعينهم وقِبْلةَ قلوبِهم، واهتموا بالمـُقام بها، اجتهدوا في كثرة الأعمال الموصلة إليها، وتصفيتِها من القواطع والعوائق التي توقفهم عن السير أو تعوقهم أو تصرفهم، وإذا علموا أيضًا أن الله خبير بما يعملون، لا تخفى عليه أعمالهم، ولا تضيع لديه ولا يُهملُها، أوجب لهم الجد والاجتهاد.
وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسَه، وأنه ينبغي له أن يتفقدَها، فإن رأى زللًا تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرًا في أمر من أوامر الله، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه، وإتقانه، ويقايس بين مِننِ الله عليه وإحسانِه وبين تقصيرِه، فإن ذلك يُوجب له الحياء بلا محالة.
والحرمانُ كل الحرمان، أن يغفلَ العبد عن هذا الأمر، ويُشابهَ قومًا نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيامِ بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسِهم وشهواتِها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالحَ أنفسِهم، وأغفلهم عن منافعِها وفوائدِها، فصار أمرهم فرُطًا، فرجعوا بخسارة الدارَين، وغُبِنوا غَبْنًا، لا يمكنهم تداركُه، ولا يُجبَر كسرُه؛ لأنهم هم الفاسقون، الذين خرجوا عن طاعة ربهم وأوضعوا في معاصيه، فهل يستوي من حافظَ على تقوى الله ونظرَ لما قدَّم لغده، فاستحق جناتِ النعيم، والعيشَ السليم - مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - هل يستوي هذا ومن غفِل عن ذكر الله، ونسِي حقوقه، فشقِي في الدنيا، واستحق العذابَ في الآخرة، فالأولون هم الفائزون، والآخرون هم الخاسرون. ولما بيَّن تعالى لعباده ما بيَّن، وأمرهم ونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبًا لِأَن يبادروا إلى ما دعاهم إليه وحثهم عليه، ولو كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي، فإن هذا القرآن لو أنزله على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله؛ لكمال تأثيره في القلوب، فإن مواعظَ القرآن أعظمُ المواعظ على الإطلاق، وأوامرَه ونواهيَه محتويةٌ على الحِكَم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهلِ شيء على النفوس، وأيسرِها على الأبدان، خاليةٌ من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد. ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده في كتابه الحلالَ والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبيِّن له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).
هذه الآيات الكريمات قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى وأوصافِه العلى، عظيمةِ الشأن، وبديعةِ البرهان، فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو؛ وذلك لكماله العظيم، وإحسانه الشامل، وتدبيره العام، وكل إله سواه فإنه باطل لا يستحق من العبادة مثقالَ ذرة؛ لأنه فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئًا، ثم وصف نفسَه بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق وما يشاهدونه، وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء ووصلت إلى كل حي، فهو الرحمن الرحيم الذي له جميع معاني الرحمة الذي وسعت رحمته كل شيء، ولم يخلُ مخلوق من إحسانه وبره طرفة عين، تبلغ رحمتُه حيث يبلغُ علمُه ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ).
ثم كرّر ذكرَ عمومِ إلهيتِه وانفرادهَ بها، وأنه المالك لجميع الممالك، فالعالم العلوي والسفلي وأهلُه، الجميع مماليك لله، فقراء مدبَّرون.
( الْقُدُّوسُ السَّلامُ ) المقدَّس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المعظّم الممجّد، المنزّه عن كل عيب وآفة وعن مماثلة أحد وعن أن يكون له نِدٌّ من خلقه.
( الْمُؤْمِنُ ) الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال والجمال، الذي أرسل رسلَه وأنزل كتبَه بالآيات والبراهينِ، وصدّقَ رسلَه بكل آية وبرهان، يدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به.
( المهيمن ) الشاهد على خلقه بأعمالهم الرقيب عليهم، المطّلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علمًا.
( الْعَزِيزُ ) الذي لا يغالب ولا يمانع، قد قهر كلَّ شيء، وخضع له كلُّ شيء. ( الْجَبَّارُ ) الذي قهر جميعَ العباد، وأذعن له سائرُ الخلق، الذي يجُبر الكسير، ويُغني الفقير.
( الْمُتَكَبِّرِ ) الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجَور.
( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) وهذا تنزيه عام عن كل ما وصفه به من أشرك به وعانده.
( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ ) لجميع المخلوقات ( الْبَارِئُ ) للمبروءات ( الْمُصَوِّرُ ) للمصوَّرات، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير، وأن ذلك كله قد انفرد الله به، لم يشاركه فيه مشارك.
( لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى ) أي: له الأسماء الكثيرة جدًا، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا الله، ومع ذلك، فكلها حسنى أي: صفات كمال، تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقصَ في شيءٍ منها بوجه من الوجوه، ومن حُسْنِها أن الله يُحبُّها، ويُحبُّ من يُحبُّها، ويُحبُّ من عباده أن يدعوه ويسألوه بها.
ومن كماله، وأن له الأسماءَ الحسنى، والصفاتِ العليا، أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، ويسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته، ( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الذي لا يريد شيئًا إلا ويكون، ولا يكون شيئًا إلا لحكمة ومصلحة.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٧|٩|١٤٣٨هالموافق ٢|٦|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ * لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ).
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الإيمان ويقتضيه من لزوم تقواه سرًا وعلانية، في جميع الأحوال، وأن يراعوا ما أمرهم الله به من أوامره وشرائعه وحدوده، وينظروا ما لهم وما عليهم، وماذا حصلوا عليه من الأعمال التي تنفعهم أو تضرهم في يوم القيامة، فإنهم إذا جعلوا الآخرة نُصْبَ أعينهم وقِبْلةَ قلوبِهم، واهتموا بالمـُقام بها، اجتهدوا في كثرة الأعمال الموصلة إليها، وتصفيتِها من القواطع والعوائق التي توقفهم عن السير أو تعوقهم أو تصرفهم، وإذا علموا أيضًا أن الله خبير بما يعملون، لا تخفى عليه أعمالهم، ولا تضيع لديه ولا يُهملُها، أوجب لهم الجد والاجتهاد.
وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسَه، وأنه ينبغي له أن يتفقدَها، فإن رأى زللًا تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرًا في أمر من أوامر الله، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه، وإتقانه، ويقايس بين مِننِ الله عليه وإحسانِه وبين تقصيرِه، فإن ذلك يُوجب له الحياء بلا محالة.
والحرمانُ كل الحرمان، أن يغفلَ العبد عن هذا الأمر، ويُشابهَ قومًا نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيامِ بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسِهم وشهواتِها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالحَ أنفسِهم، وأغفلهم عن منافعِها وفوائدِها، فصار أمرهم فرُطًا، فرجعوا بخسارة الدارَين، وغُبِنوا غَبْنًا، لا يمكنهم تداركُه، ولا يُجبَر كسرُه؛ لأنهم هم الفاسقون، الذين خرجوا عن طاعة ربهم وأوضعوا في معاصيه، فهل يستوي من حافظَ على تقوى الله ونظرَ لما قدَّم لغده، فاستحق جناتِ النعيم، والعيشَ السليم - مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - هل يستوي هذا ومن غفِل عن ذكر الله، ونسِي حقوقه، فشقِي في الدنيا، واستحق العذابَ في الآخرة، فالأولون هم الفائزون، والآخرون هم الخاسرون. ولما بيَّن تعالى لعباده ما بيَّن، وأمرهم ونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبًا لِأَن يبادروا إلى ما دعاهم إليه وحثهم عليه، ولو كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي، فإن هذا القرآن لو أنزله على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله؛ لكمال تأثيره في القلوب، فإن مواعظَ القرآن أعظمُ المواعظ على الإطلاق، وأوامرَه ونواهيَه محتويةٌ على الحِكَم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهلِ شيء على النفوس، وأيسرِها على الأبدان، خاليةٌ من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد. ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده في كتابه الحلالَ والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبيِّن له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).
هذه الآيات الكريمات قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى وأوصافِه العلى، عظيمةِ الشأن، وبديعةِ البرهان، فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو؛ وذلك لكماله العظيم، وإحسانه الشامل، وتدبيره العام، وكل إله سواه فإنه باطل لا يستحق من العبادة مثقالَ ذرة؛ لأنه فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئًا، ثم وصف نفسَه بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق وما يشاهدونه، وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء ووصلت إلى كل حي، فهو الرحمن الرحيم الذي له جميع معاني الرحمة الذي وسعت رحمته كل شيء، ولم يخلُ مخلوق من إحسانه وبره طرفة عين، تبلغ رحمتُه حيث يبلغُ علمُه ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ).
ثم كرّر ذكرَ عمومِ إلهيتِه وانفرادهَ بها، وأنه المالك لجميع الممالك، فالعالم العلوي والسفلي وأهلُه، الجميع مماليك لله، فقراء مدبَّرون.
( الْقُدُّوسُ السَّلامُ ) المقدَّس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المعظّم الممجّد، المنزّه عن كل عيب وآفة وعن مماثلة أحد وعن أن يكون له نِدٌّ من خلقه.
( الْمُؤْمِنُ ) الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال والجمال، الذي أرسل رسلَه وأنزل كتبَه بالآيات والبراهينِ، وصدّقَ رسلَه بكل آية وبرهان، يدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به.
( المهيمن ) الشاهد على خلقه بأعمالهم الرقيب عليهم، المطّلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علمًا.
( الْعَزِيزُ ) الذي لا يغالب ولا يمانع، قد قهر كلَّ شيء، وخضع له كلُّ شيء. ( الْجَبَّارُ ) الذي قهر جميعَ العباد، وأذعن له سائرُ الخلق، الذي يجُبر الكسير، ويُغني الفقير.
( الْمُتَكَبِّرِ ) الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجَور.
( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) وهذا تنزيه عام عن كل ما وصفه به من أشرك به وعانده.
( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ ) لجميع المخلوقات ( الْبَارِئُ ) للمبروءات ( الْمُصَوِّرُ ) للمصوَّرات، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير، وأن ذلك كله قد انفرد الله به، لم يشاركه فيه مشارك.
( لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى ) أي: له الأسماء الكثيرة جدًا، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا الله، ومع ذلك، فكلها حسنى أي: صفات كمال، تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقصَ في شيءٍ منها بوجه من الوجوه، ومن حُسْنِها أن الله يُحبُّها، ويُحبُّ من يُحبُّها، ويُحبُّ من عباده أن يدعوه ويسألوه بها.
ومن كماله، وأن له الأسماءَ الحسنى، والصفاتِ العليا، أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، ويسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته، ( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الذي لا يريد شيئًا إلا ويكون، ولا يكون شيئًا إلا لحكمة ومصلحة.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق