( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم ْ) محال وممتنع عليه تعالى غاية الامتناع أن يضيع إيمان المؤمنين، وفي الآية بشارة عظيمة لمن منَّ الله عليهم بالإيمان، أن الله سيحفظ عليهم إيمانهم فلا يضيعه، والحفظ نوعان: النوع الأول: حفظه من الضياع والبطلان بعصمته تعالى لهم عن كل مفسد ومزيل ومنقص من الفتن المظلمة والأهواء المضلة. والنوع الثاني: حفظه بتنميته وزيادته وتوفيقهم للعمل الصالح فكما ابتدأهم بالهداية تولاهم بالرعاية فأحسن إليهم في البداية والنهاية وما بينهما. وكان المسلمون الأولون تساءلوا عن حال من مات قبل تحويل القبلة.. ما حال صلاتهم التي فعلوها قبل التحويل؟ فأنزل الله (( وما كان الله ليضيع إيمانكم )) يعني صلاتكم.. وهذا الخوف منهم على إخوانهم المسلمين الذين قضوا قبلهم دليل على كمال إيمانهم فلا يؤمن الرجل حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.. وهكذا كانوا وهكذا كانت قلوبهم.. لينة نقية سليمة لا غل فيها ولا حسد يحبون الخير للجميع.. وتنقية القلب من الشوائب عمل كبير يحتاج إلى جهد كبير وعمل دءوب ومجاهدة مستمرة لا تتوقف فإن القلوب تتقلب والنفوس تتلون.. والسعيد من أتى الله بقلب سليم.. كتبه / محمد بن سعيد باصالح الثلاثاء 26 شوال 1439هـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق