تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الخميس، 2 أغسطس 2018

الحلقات القرآنية والأمن الاجتماعي

الحلقات القرآنية والأمن الاجتماعي قال ابن القيم – رحمه الله – : ((وليعلم طالب العلم، ودارس القرآن الكريم أنه ليس أنفع له في معاده ومعاشه وحياته الدنيا وأخرته، وأقرب إلى سلامته ونجاته وسعادته من تدبر القرآن الكريم، وفهمه، وإطالة التأمل فيه، والعمل بمقتضاه)). فالقرآن الكريم أعظم منهج تربوي عرفه البشر، وقد طبقّته أمة كانت تعاني من الفرقة والضعف والجهل والتأخر؛ فأصبحت أرقى الأمم وأعلمها وأقواها.. وتعد الحلقات القرآنية أحد محاضن التربية المهمة التي يتم من خلالها تربية وتوجيه أبناء المجتمع، وتنشئتهم على أخلاق القرآن وتعاليمه السامية، وآدابه الصالحة؛ فهي امتداد تاريخي لسلف الأمة في عنايتها بكتاب ربها عزّ وجل؛ حيث تؤازر الحلقات القرآنية الميادين التربوية الأخرى كالبيت والمدرسة في تهذيب النشء وتزكيته، فتعليم الصبيان القرآن الكريم يجعلهم ينشئون على الفطرة، وتسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها بتكرار المعصية والضلال، فيتربى التلاميذ على العقيدة الصحيحة، والأخلاق الفاضلة فيقوى الوازع الديني لديهم فيصبح الرقيب ذاتيًا، فإيمانه وأخلاقه تردعه عن مظاهر الانحراف، وإذا غفل سرعان ما يتذكر، فلديه واعظ في قلبه؛ لأن الدين يربي الفرد على الفطرة، وهو من أهم وسائل ضبط سلوك الفرد. فالحلقات القرآنية تعمل على تقوية الصلة بالله عز وجل، والمحافظة على الهوية الإسلامية، والهوية دليل وجود الفرد والأمة، والمقصود بالهوية: (مجموعة الخصائص والمميزات العقدية والأخلاقية والثقافية والرمزية التي ينفرد بها مجتمع من المجتمعات)، والحماية من الجريمة، وتربية الروح الجماعية، وتقوية الصلة بأهل العلم والدين، وتقوية الوازع الديني.. وقد أكدت الدراسات التي أجريت حول ظاهرة الجريمة على أن من أسباب الجريمة ضعف الالتزام بمبادئ الإسلام وتعاليمه وعدم المحافظة على الشعائر الدينية وتدنى مستوى التدين في الأسرة وعدم اهتمامها بالتربية الإسلامية. والحلقات القرآنية تحفظ الولد من الخلطة الفاسدة ورفاق السوء، ولها أثر واضح في التفوق الدراسي وبر الوالدين واحترام الآخرين..   كتبه / محمد بن سعيد باصالح الخميس 20 ذو القعدة 1439هـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More