تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الجمعة، 25 يناير 2019

بر الوالدة

بِر الوالدة ١٩|٥|١٤٤٠هـالموافق ٢٥|١|٢٠١٩م جامع الرحمة بالشحر الخطيب / محمد بن سعيد باصالح الخطبة الأولى أيها المسلمون، قال الله تبارك وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فهذه وصية الله إليك أيها الإنسان.. فاجتهد في بر والديك والإحسان إليهما بالقول والعمل، فإن أمراك بالإشراك بالله فلا طاعة لهما في هذا الأمر، ويلحق بالشرك سائر المعاصي، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ لأن حق الله أعظم من حق المخلوق. وللأم زيادة في البر؛ لأنها حملت ولدها وهنًا على وهن وحمله وفصاله في عامين.. فقد عانت من آلام الحمل والولادة والرضاع والفطام فحق لها أن يكون لها من البر أضعاف ما للأب.. عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: " يا رسول الله، مَن أبِرُّ؟ قال: أمَّك قلت: مَن أبِرُّ؟ قال: أمَّك قلت: من أبِرُّ؟ قال: أمَّك قلت: مَن أبِرُّ؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب ". وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَن أحقُّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: أمّك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمُّك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمُّك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أبوك ". وعن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجلٌ فقال: " إني خطبتُ امرأةً فأبتْ أن تَنكِحَني وخطبها غيري فأحبّت أن تَنكِحَه فغِرْتُ عليها فقتلتُها فهل لي من توبة؟ قال: أمُّك حيَّة؟! قال: لا قال تب إلى الله عز وجل وتقرَّب إليه ما استطعتَ قال عطاء: فسألتُ ابنَ عباس: لمَ سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملًا أقربَ إلى الله عز و جل من بر الوالدة! ". وعن طَيْسَلةَ بنِ ميَّاس قال: " كنت مع النَّجَدات - وهم فرقة من الخوارج - فأصبتُ ذنوبًا لا أراها إلا من الكبائر - يعني من شدة الغلو الذي عندي - فذكرتُ ذلك لابن عمر، قال: ما هي؟ قلت: كذا وكذا قال: ليست هذه من الكبائر! هن تسع: الإشراك بالله، وقتل نسمة، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد، والذي يستسخر، وبكاءُ الوالدين من العقوق. قال لي ابن عمر: أتَفرَقُ من النار وتحبُ أن تدخلَ الجنة؟ - يعني هل تخاف من النار وتحب أن تدخل الجنة؟ - قلت: إي والله! قال: أحيٌّ والداك؟! قلت: عندي أمي. قال: فو الله! لو ألنتَ لها الكلام، وأطعمتَها الطعام، لتدخُلَنَّ الجنة ما اجتنبت الكبائر ". وعن سعيد بن أبى بُردة قال سمعتُ أبي يحدِّث: " أنه شهِدَ ابن عمر رجلًا يمانيًا يطوف بالبيت حَمَلَ أمَّه وراء ظهره يقول: إني لها بعيرُها المذلَّلْ * إن أُذعِرَتْ ركِابُها لم أُذعَرْ! ثم قال: يا ابن عمر، أتُراني جزيتُها؟! قال: لا ولا بزفرة واحدة! ". أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.. الخطبة الثانية أيها المسلمون، دعوة الوالد على ولده مستجابة فلا تدعوا على أولادكم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما ". وعن محمد بن شرحبيل أخي بني عبد الدار عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما تكلم مولود من الناس في مهد إلا عيسى ابن بن مريم صلى الله عليه وسلم وصاحب جريج قيل: يا نبي الله, وما صاحب جريج؟ قال: إن جُرَيجًا كان رجلًا راهبًا في صومعة له، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأةٌ من أهل القرية تختلف إلى الراعي - يعني تزني معه - فأتت أمُّه يومًا فقالت: يا جريج. وهو يصلي فقال في نفسه وهو يصلي: أمي وصلاتي! فرأى أن يؤثر صلاته ثم صرخت به الثانية فقال في نفسه: أمي وصلاتي! فرأى أن يؤثر صلاته ثم صرخت به الثالثة فقال: أمي وصلاتي! فرأى أن يؤثر صلاته فلما لم يجبها قالت: لا أماتك الله يا جريج حتى تنظر في وجه المـُومسات! - تعني الزانيات - ثم انصرفت فأتِي الملِك بتلك المرأة ولدت، فقال: ممَّن؟ قالت من جريج. قال: أصاحب الصومعة؟! قالت: نعم. قال: اهدموا صومعته وأتوني به, فضربوا صومعته بالفؤوس حتى وقعت، فجعلوا يده إلى عنقه بحبل! ثم انطلِقَ به فمر به على المـُومِسات! فرآهن فتبسم، وهن ينظرن إليه في الناس، فقال الملِك: ما تزعم هذه؟! قال: ما تزعم؟! قال: تزعم أن ولدها منك! قال: أنتِ تزعمين؟! قالت: نعم. قال: أين هذا الصغير؟ قالوا: هو ذا في حِجرها فأقبل عليه فقال: مَن أبوك؟ قال: راعي البقر. قال الملك: أنجعل صومعتك من ذهب؟! قال: لا. قال: من فضة؟ قال: لا. قال: فما نجعلها؟ قال: ردوها كما كانت. قال: فما الذي تبسمتَ؟ قال: أمرًا عرفتُه. أدركَتْني دعوةُ أمي! ثم أخبرهم.. ". ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More