تعديل

الشيخ محمد سعيدباصالح

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

خطبة ( دروس من الهجرة )



دروس من الهجرة
[ 30/12/1435هـالموافق 24/10/2014م ]
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، يَحُلُّ شهر الله المُحرَّم، فيتذكَّر المسلمون ذلك الحدثَ العظيم، الذي قلَب موازين التاريخ، وغيَّر وجه البشريَّة، إنَّه حادث الهجرة النبوية المباركة، من مكَّة المشرَّفة إلى المدينة النبويَّة، التي كانت سبيلًا إلى إنشاء الدولة الإسلامية؛ حيث شعَّ نور الإسلام في الأصقاع، ودخل النَّاسُ في الدين أفواجًا.
إنَّ أحداث الْهِجرة النبويَّة تضمَّنَت العديد من الدُّروس والعِبَر، نقتصر منها على سبعة دروس:
الدرس الأول: التضحية:
• فهذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم - يضطرُّ إلى مغادرة بلده الذي وُلِد فيه وترعرع، وتركِ أقرباءِه وعشيرتِه، فقال وهو يغادرها بِنَبْرة من الحزنِ: " واللهِ إنَّك لَخيْر أرْض الله، وأحبُّ أرْض الله إلى الله، ولوْلا أنِّي أُخْرِجْت منْك ما خرجْتُ".
• وهذه أمُّ سلمة - وهي أوَّل امرأة مهاجِرة في الإسلام - تقول: " لَمَّا أجْمَع أبو سلمة الخروج إلى المدينة، رَحَل بعيرًا له، وحَملَنِي وحَمل معي ابنَه سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلمَّا رآه رجالُ بني المغيرة بن مَخْزوم، قاموا إليه فقالوا: هذه نفْسُك غلبْتَنا عليها، أرأيتَ صاحبتنا هذه، علامَ نترُكك تسير بها في البلاد؟ فأَخذوني، وغَضِبَتْ عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهوَوْا إلى سلمة، وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها؛ إذْ نزعتُموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابنِي سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسَنِي بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتَّى لحق بالمدينة، ففُرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني"، فمكثَتْ سنة كاملة تبكي، حتَّى أشفقوا من حالِها، فخلَّوْا سبيلها، ورَدُّوا عليها ابنها، فجمع الله شَمْلَها بزوجها في المدينة.
• وهذا صُهَيب الرُّومي، لَمَّا أراد الهجرة، قال له كُفَّار قريش: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالُك عندنا، وبلَغْتَ الذي بلغت، ثم تريد أن تَخْرج بِمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك، فقال لهم صهيب: "أرأيتم إنْ جعلْتُ لكم مالي، أتخلُّون سبيلي؟" قالوا: نعم، قال: " فإنِّي قد جعلتُ لكم مالي "، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلَّم - فقال: " رَبِح صهيب ".
الدرس الثاني: لا لليأس:
لقد مكثَ النبِيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - في مكة مدَّةً من الزَّمن، يدعو قومه إلى الهدى، فما آمن له إلاَّ قليل، بل عاش الاضطهاد والنَّكال، وعُذِّب هو وأصحابُه، فلم يكن لِيَثنِيَه كلُّ ذلك عن دعوته، بل زاده إصرارًا وثَباتًا، ومضى يبحث عن حلول بديلة، فكان أنْ خرَجَ إلى الطائف، باحثًا عن أرض صالحة للدَّعوة، لكنْ وُوجِهَ هناك بأقسى مِمَّا توقَّع، فأُوذي وأُهين، وقُذِف بالحجارة، وخرج من الطَّائف مطرودًا مُهانًا وقد تَجاوز الخمسين، ولكن أشد ما يكون عزيمة على مُواصلة رسالته، فأخذ يَعْرض نفسه بإصرار على القبائل في موسم الحجِّ، ويقول: " ألاَ رجل يَحْملني إلى قومه، فإنَّ قريشًا قد منعوني أن أبلِّغ كلام ربِّي ".
فرفضَتْ خَمْسَ عشرةَ قبيلةً دعوتَه، حتى فتح الله له صدور الأنصار، فكانت بيعة العقبة الأولى والثَّانية، وكانت سفارة مصعب بن عمير إلى المدينة، الذي هيَّأ التُّربة الصالحة لاستمرار الدَّعوة، وتكوين الدَّولة في المدينة النبويَّة، فكانت الهجرة تتويجًا لِعَمَل دؤوب، وصَبْر شديد، وحركة لا تعرف الكلل أو الملل.
الدرس الثالث: حسن الصحبة:
وتجلَّت في أبْهَى صُوَرِها مع أبي بكر الصدِّيق، الذي ذهب كثيرٌ من المفسِّرين إلى أنَّه هو المقصود بالْمُصدِّق في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾، لَمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: " إنِّي أُريتُ دار هجرتكم ذات نَخْلٍ بين لابتين - وهُما الحرتان - " . تَجهَّز أبو بكر، فقال له النبِيُّ - صلى الله عليه وسلَّم -: " على رِسْلِك؛ فإنِّي أرجو أن يُؤْذَن لي "، فقال أبو بكر: " وهل ترجو ذلك بأبِي أنت؟ " قال: " نعم "، فحَبَسَ أبو بكر نفْسَه على رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - لِيَصحبه، فانتظر أربعة أشهر يُعلف راحلتَيْن كانتا عنده، حتَّى أذن الله بالهجرة، فلما أخبَره النبِيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - لَم يُصدِّق أنْ يكون صاحِبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - حتَّى قال: "الصحبةَ بأبي أنت يا رسول الله؟ " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: " نعم "، قالت عائشة - رضي الله عنها -: " فوالله ما شعرت قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحدًا يبكي من الفرح، حتَّى رأيتُ أبا بكر يبكي يومئذٍ ".
وعندما خرجا معًا، كان أبو بكر يتقدَّم النبِيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - في ترَصُّد الأمكنة؛ حتَّى لا يصيبه أذًى، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قائلًا: " يا أبا بكر، لو كان شيء، أحببتَ أن يكون بك دوني؟ "، فقال أبو بكر: " والذي بعثك بالحقِّ، ما كانَتْ لتكون من مُلِمَّة إلاَّ أن تكون بي دونَك "، فلما انتهَيا إلى الغار، قال أبو بكر: " مكانك يا رسول الله، حتَّى أستَبْرِئ لك الغار ".
الدرس  الرابع: إتقان التخطيط وحسن توظيف الطاقات:
إن الهجرة تعلِّمنا كيف يؤدِّي التخطيطُ الجيِّد دَوْرَه في تحقيق النَّجاح، ومن أعظم أسُسِ التَّخطيط حُسْنُ توظيف الطاقات، وسلامة استغلال القدرات المتاحة، فالصَّدِيق قبل الطريق، والراحلة تُعْلَف وتُجهَّز قبل أربعة أشهر وبِسرِّية تامَّة، وعليُّ بن أبي طالب يُكَلَّف بالنوم في فراش النبِيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - تَمويهًا على المشركين وتخذيلًا لَهم، وهو دور الفتيان الأقوياء.
وأمَّا دور النِّساء، فيمثِّله قولُ عائشة - رضي الله عنها - متحدِّثة عن نفسها وأختها أسماء: " فجهَّزْناهما أَحَثَّ الجَهاز ِ"؛ أي: أسرعه، والجَهاز: ما يُحتاج إليه في السَّفر، " وصنَعْنا لهما سُفْرة " وهي الزَّاد الذي يُصْنع للمسافر " في جِراب " وهو الوعاء الذي يُحْفَظ فيه الزاد ونَحْوه، " فقطعَتْ أسماءُ بنت أبي بكر قطعةً من نِطاقها، فربطَتْ به على فَمِ الجراب، فبذلك سُمِّيَت ذات النطاقين ".
وأمَّا دور الأطفال، فيمثِّله عبدالله بن أبي بكر، قالت عائشة - رضي الله عنها -: " ثُم لَحِقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر بغارٍ في جبل ثَوْر، فكَمُنَا " اختفَيا "فيه ثلاثَ ليالٍ، يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر، وهو غلامٌ، شابٌّ، ثقفٌ "؛ أي: حاذق فطن، " لَقِنٌ "؛ أي: سريع الفهم، " فيدلج من عندهما بِسَحَر "؛ أي: قُبَيل الفجر، " فيصبح مع قريش بِمكَّة كبائتٍ، فلا يَسْمع أمرًا يُكتادان به إلاَّ وعاه، حتَّى يأتيَهما بِخَبَرِ ذلك حين يختلط الظَّلام ".
ومِن كمال التخطيط، كان الراعي عامِرُ بن فهيرة يسلك بقطيعه طريق الغار؛ لِيُزيل آثار الأقدام المؤدِّية إليه، ثم يسقي النبِيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - وصاحبَه مِن لبن غنَمِه.
ومن كمال التخطيط أنِ اتَّخَذ النبِيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - عبدالله بن أريقط دليلًا عارفًا بالطريق برغم كونِه مشركًا، ما دام مؤتَمنًا، متقِنًا لعمله؛ ولذلك أرشدَهم - بِمهارته - إلى اتِّخاذ طريق غير الطريق المعهودة.
الدرس الخامس: الثبات على الموقف، والبحث عن الحلِّ الشامل، وليس الاقتصار على مفاوضات البدائل التَّرقيعيَّة، ومناقشة الحلول التخديريَّة الآنية، لقد بدأ الحلُّ الشامل منذ أن عُرض على النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - أن يَعْبد إله المشركين عامًا، ويعبدوا إلَهَه عامًا، فأبَى ذلك، ثم تطوَّرَت العروض والمغريات حتَّى وصلَتْ إلى ذروتها مع عتبة بن ربيعة حين قال للنبِيِّ - صلى الله عليه وسلَّم -: " يا ابن أخي، إن كنْتَ إنَّما تريد بِما جئتَ به من هذا الأمر مالًا، جَمَعْنا لك من أموالنا حتَّى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا، سوَّدْناك علينا حتَّى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد مُلكًا، ملَّكْناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيًّا تراه "؛ أي: مَسًّا من الجن " لا تستطيع ردَّه عن نفسك، طلَبْنا لك الطِّبَّ، وبذَلْنا فيه أموالنا حتَّى نبرئك منه".
إن الحلَّ الشامل لبلاد المسلمين يَكْمُن في استقلالهم الكامل بذاتِهم، والعمل على التخلُّص من التبعيَّة الفكريَّة والاجتماعية، والاقتصادية والسياسيَّة للشَّرق أو للغرب، وليس عَبثًا أن يَختار عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - التَّأريخَ للمسلمين بالْهجرة، ويقول: " الهجرة فرَّقَت بين الحقِّ والباطل "، فحَلُّ الأزمات بِيَدِ الله لا بيد غيره، إنْ نَحْن عقَدْنا العزم على التمكين لدينه، ونَشْر سُنَّة نبيِّه، وهنا يطالعنا الدرس السادس وهو:

شدة التوكل على الله:
يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾، قال ابن عباس: " لَرادُّك إلى مكَّة كما أخرجَك منها ".
مَنِ الذي منع المشركين من أن يَعْثروا على النبِيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - وصاحبه، وقد وقَفوا على شفير الغار، حتَّى قال أبو بكر: " لو أنَّ أحدهم نظر تَحْت قدمَيْه لأبصرنا "؟ إنه الله؛ ولذلك كان جواب الرسول - صلى الله عليه وسلَّم -: " ما ظَنُّك يا أبا بكر باثْنَيْن اللهُ ثالثُهما؟ ".
إن التوكُّل سبيل النَّصر، فكلما احلولكَتِ الظُّلمات، جاء الصُّبح أكثر انبلاجًا، ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ﴾،  إنَّها جنودُ الله التي تصحب المتوكِّلين عليه، هذا سُراقة بن مالك يُبْصِر مكان المختبِئَيْن، ويَحْزن أبو بكر ويقول: " أُتينا يا رسول الله "، فيقول له النبِيُّ - صلى الله عليه وسلَّم -: " لا تَحزنْ؛ إِنَّ الله مَعَنا "، فإذا بالعدوِّ ينقلب صديقًا، يعرض عليهما الزادَ والمتاع، ويَذْهب بوصيَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: " أَخْفِ عنَّا ".
الدرس السابع: من معاني الهجرة:
• هجرة المعاصي وما يُعْبَد من دون الله، قال تعالى: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾, وقال - صلى الله عليه وسلَّم -: " الْمُسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر مَن هجر ما نَهى الله عنه ".
• هِجْرة العصاة، ومُجانبة مُخالطتهم، قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾، وهو الذي لا عتاب فيه.
• هجرة القلوب إلى الله تعالى، والإخلاص في التوجُّه إليه في السرِّ والعلانية، قال النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: " فمَنْ كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لِدُنيا يصيبها أو امرأة يتزوَّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، هذا بيان صادر عن اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية، هذا نصه: " الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ولا عدوان إلا على الظالمين. أما بعد، إن اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية يتابع بقلق شديد ما يجري من تداعيات خطيرة ومتلاحقة في اليمن من تسليم محافظاتها الواحدة تلو الأخرى منذ تسليم عمران إلى تسليم صنعاء ثم تهاوي بقية المحافظات الشمالية في زمن قياسي.. والاتحاد إذ يتابع تصريحات بعض قادة الحوثيين - ومن تحالف معهم من الداخل والخارج - أن في نيتهم اجتياح الجنوب بكامل محافظاته مع العلم أن المحافظات الجنوبية تناقض فكر واعتقاد ومنهج جماعة الحوثي مذهبيًا وسياسيًا، ولدى الجنوب من المكونات والقوى والتيارات والقبائل والشخصيات ما يستطيعون به إدارة شئونهم وقيادة بلدهم والنأي بها عن الحرب التي  تدور في المحافظات الشمالية.
وعلى جميع أبناء الجنوب أن يوحدوا صفهم ويجمعوا كلمتهم ويكونوا صفًا واحدًا في وجه كل من يريد زيادة الأوضاع السيئة سوءًا وتحويل البلد إلى ميدان حرب أهليه أو طائفية لا تبقي ولا تذر.
كما يجب على السلطات المحلية والقيادات الفكرية والعسكرية والأمنية أن تحافظ على الأمانة التي أوكلت إليها ولا يجوز لها إطلاقا تسليم ما تحت أيديهم لأي جهة كانت من جماعات أو مليشيات مسلحة، وإن نكثوا أو أضاعوا الأمانة فعليهم وزر الخائنين قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.
كما يدين اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ما تعرضت له الاعتصامات السلمية بمدينة عدن من اعتداء غاشم من قوات الجيش وهي تدل على ازدواجية المعايير في التعامل مع أبناء البلد فبينما يسمح لمليشيات أن تعتصم وتتظاهر في صنعاء وتسيطر على المدينة تضرب اعتصامات مدينة عدن مما يدل على اختلاف في التعامل وخلل في المقاييس.
ونوصي كل أبناء الجنوب الحذر من الانجرار للحرب أو الاستجابة للاستفزازت، وتفويت الفرصة على المتربصين بقضيتنا العادلة.
نسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد دينها وسنتها ومنهج نبيها وصحابته كما نسأله عز وجل أن يحفظ لها أمنها واستقرارها وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
صادر عن: اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية "
25 /12/1435هـ الموافق 19/10/2014م
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More