الغش التجاري
٢٥|٦|١٤٣٨هالموافق ٢٤|٣|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيِّعان بالخيار، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحِقت بركةُ بيعِهما ".
هذا الحديث أصل في الصدق والبيان والشفافية في المعاملات المالية والبُعد عن الغش والتدليس والتغرير، فالتاجر المسلم صادق في أقواله ومعاملاته، ناصح لإخوانه، ينفع نفسه وغيره، يجلب البضائع المفيدة، ويوفر الخدمات النافعة، ويراعي الناس في الأسعار، ولا يعتمد في معاشه على الكذب والخداع والغش والتغرير، وعنده يقظة إيمانية تمنعه من الكتمان والتزوير، وورع تام يحمله على تحرِّي الحلال وتوقِّي الحرام، والمال عنده وسيلة لا غاية، وهو متوكل على الله في الرزق والمعاش، حريص على المكسب الطيّب، لا يغفل عن ذكرى الدار، ولا تشغله التجارة عن ذكر العزيز الغفار، ولا ينسى في غمرة البيوع والصفقات أنه محاسب على العقود والالتزامات، والموزونات والمكيلات، والشروط والتعهدات، وإن غفِل تذكّر، وإن ذكِّر تبصر، فعاد إلى الطريق، ولزم الجادّة، وإن عرض له طمع ومكسب سهل؛ لكنه مشبوه، تذكر الحساب والعقاب، والقيامةَ وأهوالهَا، والحبسَ الطويل في دار الجحيم.
وهو متسامح في البيع والشراء، متساهل في المداينة والمطالبة والقضاء، يتجاوز عن المعسرين، ويخفف عن البائسين، ويتصدق على المساكين، وله في التجارة غايتان: كفايةُ نفسه، ونفعُ إخوانه المسلمين، فهو سريع في الصدقات، والإغاثة، وتفريج الكربات، وسدِّ الخلّات، وستر العورات، وإدخال السرور على الأرامل والأيتام، وتخفيف المعاناة عن المرضى والفقراء والمساكين، وقضاء ديون الغارمين. قد وطّن نفسه على أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأنه في المال مستخلف، وأن المال يَغدو ويَروح، ويُقبل ويُدبر، وأن الوطن الحقيقي والسكن الأخير هو الجنة العالية ذات العيون الجارية..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان تاجرٌ يُداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعل اللهَ يتجاوز عنا. فتجاوز الله عنه "، وفي رواية: " إن رجلًا لم يعمل خيرًا قط، وكان يُداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسُر، وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. فلما هلك قال الله: هل عملتَ خيرًا قط؟ قال: لا إلا أنه كان لي غلام، وكنت أُداين الناس، فإذا بعثتُه يتقاضى، قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. قال الله: قد تجاوزت عنك "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس، إن أحدَكم لن يموتَ حتى يستكملَ رزقَه، فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حَل، ودعوا ما حَرُم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا رجلٌ بفلاةٍ من الأرض سمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان. فتنحى ذلك السحاب، فأفرع ماءه في حَرّة، فإذا شرْجةٌ من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماء كلَّه، فتتبّع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته، يحوّل الماء بمِسحاته، فقال له: يا عبدَ الله، ما اسمك؟ قال: فلان - للاسم الذي سَمع في السحابة - فقال له: يا عبدَ الله، لمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعتُ صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - فما تصنع فيها؟ قال: أمّا إذا قلتَ هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثِه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثَه ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكُّلِه لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا ".
فالنية الصالحة في التجارة، وتحرّي الحلال، وتوخّي الطيّب، والصدقُ والبيان، سبب البركة في المال والنفس والعيال.
والغش والتدليس والتغرير سبب المحق والهلاك والكوارث المالية والبشرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيِّعان بالخيار، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحِقت بركة بيعِهما ".
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الغش من الكبائر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبْرة طعام - يعني كَومةَ طعام - فأدخل يده فيها، فنالت أصابعُه بللًا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلتَه فوق الطعام؛ كي يراه الناس، من غشنا فليس منا ".
والغش المحرم يشمل المعاملات المالية والمهن والوظائف والحرف والصنائع والتعليم والطب وغير ذلك.
وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم للمشتري الخيارَ في إمضاء البيع وفسخه إذا تبين له التغرير والخداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تُصَرُّوا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد، فإنه بخير النظرَين بعد أن يحلبها؛ إن شاء أمسكها، وإن شاء ردها وصاعًا من تمر " أي لا تجمعوا اللبن في ضرعها عند إرادة بيعها حتى يعظم ضرعُها فيظن المشتري أن كثرة لبنها عادةٌ لها مستمرة.
ومثل التصْرِية سائر أنواع التغرير والخداع مثل: التطفيف في المكيال والميزان، وتزوير الأسماء والعلامات التجارية، وتغيير تاريخ الصلاحية، وبيع المواد التالفة والفاسدة من مأكولات ومشروبات ولحوم وألبان وأدوية، وجعل الفاكهة الجيدة أعلى الصندوق والرديئة أسفله، وغير ذلك من أنواع الغش المعلوم للخاص والعام.
قال الله جل وعلا: ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ).
وقال في قصة شعيب: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ. وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ. وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس بخمس. قالوا: يا رسول الله وما خمسٌ بخمس؟ قال: ما نقض قومٌ العهدَ إلا سُلِّط عليهم عدوُّهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا المكيال إلا مُنِعوا النبات، وأُخِذوا بالسنين، ولا منَعوا الزكاة إلا حُبِسَ عنهم القطر ".
فتسلُّطُ العدو على المسلمين، والسيطرةُ على مُقدَّرات الأمة وخاماتِها ومواردِها، والفقرُ والجوع وشدةُ المئونة وجَورُ السلاطين والصراعاتُ الداخلية، وكثرةُ الموت عن طريق الطاعون والأمراض المستعصية والأمراض الجنسية، والجفافُ والقحط، وحبسُ المطر ما هي إلا عقوبات إلهية على نقض العهود والمواثيق، والحكمِ بغير ما أنزل الله، وانتشارِ الفواحش والمجاهرةِ بها، وتطفيفِ المكيال والميزان والغشِّ التجاري، ومنعِ الزكاة عن المستحقين.
ولن يتغير واقعُنا، ويَصلُح حالُنا، حتى نُصلِحَ نياتِنا وأعمالَنا قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٢٥|٦|١٤٣٨هالموافق ٢٤|٣|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب / محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيِّعان بالخيار، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحِقت بركةُ بيعِهما ".
هذا الحديث أصل في الصدق والبيان والشفافية في المعاملات المالية والبُعد عن الغش والتدليس والتغرير، فالتاجر المسلم صادق في أقواله ومعاملاته، ناصح لإخوانه، ينفع نفسه وغيره، يجلب البضائع المفيدة، ويوفر الخدمات النافعة، ويراعي الناس في الأسعار، ولا يعتمد في معاشه على الكذب والخداع والغش والتغرير، وعنده يقظة إيمانية تمنعه من الكتمان والتزوير، وورع تام يحمله على تحرِّي الحلال وتوقِّي الحرام، والمال عنده وسيلة لا غاية، وهو متوكل على الله في الرزق والمعاش، حريص على المكسب الطيّب، لا يغفل عن ذكرى الدار، ولا تشغله التجارة عن ذكر العزيز الغفار، ولا ينسى في غمرة البيوع والصفقات أنه محاسب على العقود والالتزامات، والموزونات والمكيلات، والشروط والتعهدات، وإن غفِل تذكّر، وإن ذكِّر تبصر، فعاد إلى الطريق، ولزم الجادّة، وإن عرض له طمع ومكسب سهل؛ لكنه مشبوه، تذكر الحساب والعقاب، والقيامةَ وأهوالهَا، والحبسَ الطويل في دار الجحيم.
وهو متسامح في البيع والشراء، متساهل في المداينة والمطالبة والقضاء، يتجاوز عن المعسرين، ويخفف عن البائسين، ويتصدق على المساكين، وله في التجارة غايتان: كفايةُ نفسه، ونفعُ إخوانه المسلمين، فهو سريع في الصدقات، والإغاثة، وتفريج الكربات، وسدِّ الخلّات، وستر العورات، وإدخال السرور على الأرامل والأيتام، وتخفيف المعاناة عن المرضى والفقراء والمساكين، وقضاء ديون الغارمين. قد وطّن نفسه على أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأنه في المال مستخلف، وأن المال يَغدو ويَروح، ويُقبل ويُدبر، وأن الوطن الحقيقي والسكن الأخير هو الجنة العالية ذات العيون الجارية..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان تاجرٌ يُداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعل اللهَ يتجاوز عنا. فتجاوز الله عنه "، وفي رواية: " إن رجلًا لم يعمل خيرًا قط، وكان يُداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسُر، وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. فلما هلك قال الله: هل عملتَ خيرًا قط؟ قال: لا إلا أنه كان لي غلام، وكنت أُداين الناس، فإذا بعثتُه يتقاضى، قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. قال الله: قد تجاوزت عنك "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس، إن أحدَكم لن يموتَ حتى يستكملَ رزقَه، فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حَل، ودعوا ما حَرُم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا رجلٌ بفلاةٍ من الأرض سمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان. فتنحى ذلك السحاب، فأفرع ماءه في حَرّة، فإذا شرْجةٌ من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماء كلَّه، فتتبّع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته، يحوّل الماء بمِسحاته، فقال له: يا عبدَ الله، ما اسمك؟ قال: فلان - للاسم الذي سَمع في السحابة - فقال له: يا عبدَ الله، لمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعتُ صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - فما تصنع فيها؟ قال: أمّا إذا قلتَ هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثِه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثَه ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكُّلِه لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا ".
فالنية الصالحة في التجارة، وتحرّي الحلال، وتوخّي الطيّب، والصدقُ والبيان، سبب البركة في المال والنفس والعيال.
والغش والتدليس والتغرير سبب المحق والهلاك والكوارث المالية والبشرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيِّعان بالخيار، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحِقت بركة بيعِهما ".
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الغش من الكبائر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبْرة طعام - يعني كَومةَ طعام - فأدخل يده فيها، فنالت أصابعُه بللًا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلتَه فوق الطعام؛ كي يراه الناس، من غشنا فليس منا ".
والغش المحرم يشمل المعاملات المالية والمهن والوظائف والحرف والصنائع والتعليم والطب وغير ذلك.
وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم للمشتري الخيارَ في إمضاء البيع وفسخه إذا تبين له التغرير والخداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تُصَرُّوا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد، فإنه بخير النظرَين بعد أن يحلبها؛ إن شاء أمسكها، وإن شاء ردها وصاعًا من تمر " أي لا تجمعوا اللبن في ضرعها عند إرادة بيعها حتى يعظم ضرعُها فيظن المشتري أن كثرة لبنها عادةٌ لها مستمرة.
ومثل التصْرِية سائر أنواع التغرير والخداع مثل: التطفيف في المكيال والميزان، وتزوير الأسماء والعلامات التجارية، وتغيير تاريخ الصلاحية، وبيع المواد التالفة والفاسدة من مأكولات ومشروبات ولحوم وألبان وأدوية، وجعل الفاكهة الجيدة أعلى الصندوق والرديئة أسفله، وغير ذلك من أنواع الغش المعلوم للخاص والعام.
قال الله جل وعلا: ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ).
وقال في قصة شعيب: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ. وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ. وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس بخمس. قالوا: يا رسول الله وما خمسٌ بخمس؟ قال: ما نقض قومٌ العهدَ إلا سُلِّط عليهم عدوُّهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا المكيال إلا مُنِعوا النبات، وأُخِذوا بالسنين، ولا منَعوا الزكاة إلا حُبِسَ عنهم القطر ".
فتسلُّطُ العدو على المسلمين، والسيطرةُ على مُقدَّرات الأمة وخاماتِها ومواردِها، والفقرُ والجوع وشدةُ المئونة وجَورُ السلاطين والصراعاتُ الداخلية، وكثرةُ الموت عن طريق الطاعون والأمراض المستعصية والأمراض الجنسية، والجفافُ والقحط، وحبسُ المطر ما هي إلا عقوبات إلهية على نقض العهود والمواثيق، والحكمِ بغير ما أنزل الله، وانتشارِ الفواحش والمجاهرةِ بها، وتطفيفِ المكيال والميزان والغشِّ التجاري، ومنعِ الزكاة عن المستحقين.
ولن يتغير واقعُنا، ويَصلُح حالُنا، حتى نُصلِحَ نياتِنا وأعمالَنا قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )..
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق