( النصح للمسلمين )
٥|١١|١٤٣٨هالموافق ٢٨|٧|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، النصحُ للمسلمين فريضةٌ، لها مثوبةٌ عظيمةٌ، ومنزلةٌ كريمة، يتفاوت الناس في الإيمان بتفاوت قلوبهم في النصح للمؤمنين، ويتفاوتون في درجات الآخرة بتفاوت نصحِهم للمسلمين.
عن جَرِيرِ بنِ عبدِ الله البَجَلِيِّ رضي الله عنه قال: (( بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على إقامِ الصلاةِ، وإيتاء الزكاةِ، والنصحِ لكلِّ مسلم )).
فكان رضي الله عنه ناصحًا للمسلمينَ طولَ حياتِه، في أمورهم العامة والخاصة، وفي معاملتِه للمسلمين وبيعِه وشرائِه منهم، وغيرِ ذلك؛ وفاءً بما عاهد عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
وعن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الدينُ النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابهِ، ولرسولهِ، ولأئمةِ المسلمين، وعامّتهِم )).
والنصيحة للمسلمين أن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم، وإن ضرّه ذلك في دنياه؛ كرخص أسعارهم، وإن كان في ذلك فواتُ ربحِ ما يبيع في تجارته، وكذلك جميعُ ما يضرهم عامة، ويحب ما يصلحهم، وألفتَهم، ودوامَ النعمِ عليهم، ونصرَهم على عدوهم، ودفعَ كلِّ أذى ومكروه عنهم.
ومن النصيحة لعامة المسلمين: إرشادُهم إلى مصالحهم، وتعليمُهم أمورَ دينِهم ودنياهم، وسترُ عوراتِهم، وسدُّ خلّاتِهِم، ونصرتُهم على أعدائهم، والذبُّ عنهم، ومجانبةُ الغشِّ والحسد لهم، وإيثارُ فقيرِهِم، وتعليمُ جاهلِهِم، وردُّ من زاغ منه عن الحق في قول أو عمل بالتلطُّف في ردِّهم إلى الحق، والرفقُ بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحبةُ إزالة فسادِهم، ولو بحصول ضرر له في دنياه؛ كما قال بعض السلف: (( ودِدتُ أن هذا الخلقَ أطاعوا الله وأن لحمي قرّض بالمقاريض)).
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: (( يا ليتَني عملتُ فيكم بكتاب الله وعملتُم به، فكلما عملتُ فيكم بسنّةٍ وقع مني عضو، حتى يكون آخِرَ شيء منها خروجُ نفسي ))، وقال ابنُ عُلَيّةَ رحمه الله في قول أبي بكرٍ المـُزَنِيِّ رحمه الله: (( ما فاق أبو بكرٍ رضي الله عنه أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم بصومٍ، ولا صلاةٍ، ولكن بشيءٍ كان في قلبِه )) قال ابنُ عُلَيَّةَ رحمه الله: (( الذي كان في قلبِه الحبُّ لله عز وجل، والنصيحةُ في خلقِه ))، وقال الفُضَيلُ بنُ عِيَاضٍ رحمه الله (( ما أدركَ من أدركَ بكثرة الصلاةِ والصيامِ، وإنما أدرك عندنا بسخاءِ الأنفسِ، وسلامةِ الصدورِ، والنصحِ للأمةِ )) وسئل ابنُ المبارك رحمه الله: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: النصحُ لله ))، وقال معمرٌ رحمه الله: (( كان يقال: أنصح الناس لك من خاف الله فيك)).
فكن ناصحًا لعباد الله المؤمنين في السراء والضراء، والعسر واليسر، والشدة والرخاء، والنعماء والبأساء، واجتهد في حفظِ مصالحهم، وأداءِ حقوقهِم، وبذلِ الندى لهم، وكفِّ الأذى عنهم، والعدلِ في الحكم عليهم، وقضاءِ حاجاتهِم، وسدِّ خلاتهِم، وعلاجِ مريضهِم، وإغاثةِ الملهوف منهم، وإصلاح طرقهِم ومياههِم، وتوفيرِ متطلباتهِم، وحمايتهِم، ورعايتهِم؛ فالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم ليلُه، الصائمِ نهارُه، وكافلُ اليتيم قريبٌ من سيد المرسلين، ومن أماط غصنًا من طريق المسلمين غفر الله له..
فكن صالحًا نافعًا ناصحًا صادقًا يحب الخير للناس كما يحب لنفسه.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ومن أعظمِ النصحِ نصحُ المسئول في عملِه، وإخلاصُه في وظيفتِه، وحرصُه على مصلحة إخوانه المسلمين، كلٌّ حسَبَ صلاحياتِه وقُدراتِه، ومن كانت ولايتُه أعمّ كان الواجبُ عليه أعظم، فالوالي والمسئول يرعى مصالح رعيته ومن تحتَ يدِه؛ كما يرعى الوالدُ أولادَه، ويَبسُطُ عليهم عدلَه، ويسعى في تحقيق مصالحهِم، ويجتهدُ في النصح لهم..
عن عبد الرحمن بن شُمَاسَةَ رحمه الله رحمه الله قال: أتيتُ عائشةَ أسألهُا عن شيءٍ فقالت: مِمّن أنت؟ فقلت: رجلٌ من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبُكم لكم في غزاتِكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئًا، إن كان ليموت للرجل منا البعيرُ فيعطيه البعيرَ، والعبدُ فيعطيه العبدَ، ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقةَ، فقالت: أما إنه لا يمنعُني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرَك ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا (( اللهم من ولِيَ من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقُقْ عليه, ومن ولِيَ من أمر أمتي شيئًا فرَفَقَ بهم فارفُقْ به )).
وعن الحسَنِ البصْريِّ رحمه الله قال: عاد عبيدُ الله بنُ زيادٍ مَعقِلَ بنَ يسارٍ المـُزَنِيَّ رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه، فقال مَعْقِلٌ: إني محدثُك حديثًا سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما من عبدٍ يسترعيهِ اللهُ رعيّةً يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيّته إلا حرَّم الله عليه الجنة )) وفي رواية أبي المـَلِيَح أن عبيدَ الله بنَ زيادٍ دخل على مَعْقِلِ بنِ يسارٍ في مرضه فقال له مَعْقِلٌ: إني مُحدِّثُك بحديثٍ لولا أني في الموت لم أحدِّثْكَ به سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما من أميرٍ يَلِي أمرَ المسلمين ثم لا يَجْهَدُ لهم ويَنْصَحُ إلا لم يدخلْ معهم الجنة )) وعن عطاءِ بنِ أبي رَبَاحٍ قال: (( حدَّثَتْنِي فاطمةُ امرأةُ عمرَ بنِ عبدِ العزيز أنها دخلتْ عليه، فإذا هو في مُصلَّاه، يدُهُ على خدِّه، سائلةٌ دموعه، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، ألِشَيءٍ حَدَث؟ قال: يا فاطمة، إني تقلّدتُ أمرَ أمّةِ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، فتفكرتُ في الفقيرِ الجائع، والمريضِ الضائع، والعاري المجهود، والمظلومِ المقهور، والغريبِ المأسور، والكبيرِ، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمتُ أنَّ ربي سيسألني عنهم، وأن خَصْمِي دونهم مُحمّدٌ صلى الله عليه وسلم، فخشِيتُ ألا تَثْبُتَ لي حُجَّةٌ عند خصومتِه، فرَحِمْتُ نفسي فبَكَيْتُ )).
أيها المسلمون، إن من أعظمِ مصالحِنا، وأكبرِ مطالبِنا، استمرارَ الماء والكهرباء، وعدمَ انقطاعهِما، وهذه بلدة حارَّةٌ، شديدةُ الحرارة، والكهرباء فيها من الضروريات، فيجب على القائمين على هذه المرافقِ الحيوية القيامُ بواجبهِم وأداء الأمانةِ الموكلةِ إليهم، والسعيُ في مصلحة المسلمين، ولا يجوزُ لأحدٍ أن يتصرفَ تصرُّفًا يَضُرُّ بمصالح الناس، فإن هذا أمرٌ عظيمٌ، وأثاره خطيرةٌ، وعقوبتُه عظيمةٌ، والظلم ُكلُّه عظيمٌ، وظلمُ أمّةٍ أعظمُ عند الله من ظُلم فردٍ، فليتقِ اللهَ كلُّ امرئٍ في نفسِه، ولْيُراقبِ اللهَ في تصرفاتَه، فاليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل..
وعلى المسئول من النصح لعامة المسلمين أعظم مما عليهم تجاه بعضهم البعض، فعليه رعاية مصالحهم والسهر عليها فهو منهم بمنزلة الوصي من اليتيم والوالد من الولد.
ومن مصالح المسلمين العامة التي يجب توفيرها ورعايتها وحمايتها والمحافظة عليها وتطويرها: ( الكهرباء والمياه والطرقات.. )؛ فالكهرباء في المناطق الحارة من الضروريات، والماء مادة الحياة، والطرقات للانتقال والتواصل ونقل السلع والبضائع وتسهيل التجارة وقيام معايش الناس..
ومن رفق بالناس رفق الله به ومن شق عليهم شق الله عليه.
أيها المسلمون، ومن النصح للمسلمين: الالتزام بالإرشادات الخاصة بسلامة الأغذية، فعلى الجهات الرقابية في الحفاظ على سلامة الغذاء القيام بمهامهم، وعدم التساهل عند وجود المخالفات، والتأكد من صحة وسلامة المواد الغذائية، وعلى التجار التقيد بالشروط الصحية، وحفظ الأمانة، وعدم الإضرار بالناس، وعلى الناس التأكد من صلاحية المواد للاستعمال قبل شرائها، والإبلاغ عن أي محل يبيع موادا تالفة أو فاسدة أو منتهية الصلاحية.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
٥|١١|١٤٣٨هالموافق ٢٨|٧|٢٠١٧م
جامع الرحمة بالشحر
الخطيب/ محمد بن سعيد باصالح
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، النصحُ للمسلمين فريضةٌ، لها مثوبةٌ عظيمةٌ، ومنزلةٌ كريمة، يتفاوت الناس في الإيمان بتفاوت قلوبهم في النصح للمؤمنين، ويتفاوتون في درجات الآخرة بتفاوت نصحِهم للمسلمين.
عن جَرِيرِ بنِ عبدِ الله البَجَلِيِّ رضي الله عنه قال: (( بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على إقامِ الصلاةِ، وإيتاء الزكاةِ، والنصحِ لكلِّ مسلم )).
فكان رضي الله عنه ناصحًا للمسلمينَ طولَ حياتِه، في أمورهم العامة والخاصة، وفي معاملتِه للمسلمين وبيعِه وشرائِه منهم، وغيرِ ذلك؛ وفاءً بما عاهد عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
وعن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الدينُ النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابهِ، ولرسولهِ، ولأئمةِ المسلمين، وعامّتهِم )).
والنصيحة للمسلمين أن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم، وإن ضرّه ذلك في دنياه؛ كرخص أسعارهم، وإن كان في ذلك فواتُ ربحِ ما يبيع في تجارته، وكذلك جميعُ ما يضرهم عامة، ويحب ما يصلحهم، وألفتَهم، ودوامَ النعمِ عليهم، ونصرَهم على عدوهم، ودفعَ كلِّ أذى ومكروه عنهم.
ومن النصيحة لعامة المسلمين: إرشادُهم إلى مصالحهم، وتعليمُهم أمورَ دينِهم ودنياهم، وسترُ عوراتِهم، وسدُّ خلّاتِهِم، ونصرتُهم على أعدائهم، والذبُّ عنهم، ومجانبةُ الغشِّ والحسد لهم، وإيثارُ فقيرِهِم، وتعليمُ جاهلِهِم، وردُّ من زاغ منه عن الحق في قول أو عمل بالتلطُّف في ردِّهم إلى الحق، والرفقُ بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحبةُ إزالة فسادِهم، ولو بحصول ضرر له في دنياه؛ كما قال بعض السلف: (( ودِدتُ أن هذا الخلقَ أطاعوا الله وأن لحمي قرّض بالمقاريض)).
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: (( يا ليتَني عملتُ فيكم بكتاب الله وعملتُم به، فكلما عملتُ فيكم بسنّةٍ وقع مني عضو، حتى يكون آخِرَ شيء منها خروجُ نفسي ))، وقال ابنُ عُلَيّةَ رحمه الله في قول أبي بكرٍ المـُزَنِيِّ رحمه الله: (( ما فاق أبو بكرٍ رضي الله عنه أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم بصومٍ، ولا صلاةٍ، ولكن بشيءٍ كان في قلبِه )) قال ابنُ عُلَيَّةَ رحمه الله: (( الذي كان في قلبِه الحبُّ لله عز وجل، والنصيحةُ في خلقِه ))، وقال الفُضَيلُ بنُ عِيَاضٍ رحمه الله (( ما أدركَ من أدركَ بكثرة الصلاةِ والصيامِ، وإنما أدرك عندنا بسخاءِ الأنفسِ، وسلامةِ الصدورِ، والنصحِ للأمةِ )) وسئل ابنُ المبارك رحمه الله: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: النصحُ لله ))، وقال معمرٌ رحمه الله: (( كان يقال: أنصح الناس لك من خاف الله فيك)).
فكن ناصحًا لعباد الله المؤمنين في السراء والضراء، والعسر واليسر، والشدة والرخاء، والنعماء والبأساء، واجتهد في حفظِ مصالحهم، وأداءِ حقوقهِم، وبذلِ الندى لهم، وكفِّ الأذى عنهم، والعدلِ في الحكم عليهم، وقضاءِ حاجاتهِم، وسدِّ خلاتهِم، وعلاجِ مريضهِم، وإغاثةِ الملهوف منهم، وإصلاح طرقهِم ومياههِم، وتوفيرِ متطلباتهِم، وحمايتهِم، ورعايتهِم؛ فالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم ليلُه، الصائمِ نهارُه، وكافلُ اليتيم قريبٌ من سيد المرسلين، ومن أماط غصنًا من طريق المسلمين غفر الله له..
فكن صالحًا نافعًا ناصحًا صادقًا يحب الخير للناس كما يحب لنفسه.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ومن أعظمِ النصحِ نصحُ المسئول في عملِه، وإخلاصُه في وظيفتِه، وحرصُه على مصلحة إخوانه المسلمين، كلٌّ حسَبَ صلاحياتِه وقُدراتِه، ومن كانت ولايتُه أعمّ كان الواجبُ عليه أعظم، فالوالي والمسئول يرعى مصالح رعيته ومن تحتَ يدِه؛ كما يرعى الوالدُ أولادَه، ويَبسُطُ عليهم عدلَه، ويسعى في تحقيق مصالحهِم، ويجتهدُ في النصح لهم..
عن عبد الرحمن بن شُمَاسَةَ رحمه الله رحمه الله قال: أتيتُ عائشةَ أسألهُا عن شيءٍ فقالت: مِمّن أنت؟ فقلت: رجلٌ من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبُكم لكم في غزاتِكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئًا، إن كان ليموت للرجل منا البعيرُ فيعطيه البعيرَ، والعبدُ فيعطيه العبدَ، ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقةَ، فقالت: أما إنه لا يمنعُني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرَك ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا (( اللهم من ولِيَ من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقُقْ عليه, ومن ولِيَ من أمر أمتي شيئًا فرَفَقَ بهم فارفُقْ به )).
وعن الحسَنِ البصْريِّ رحمه الله قال: عاد عبيدُ الله بنُ زيادٍ مَعقِلَ بنَ يسارٍ المـُزَنِيَّ رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه، فقال مَعْقِلٌ: إني محدثُك حديثًا سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما من عبدٍ يسترعيهِ اللهُ رعيّةً يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيّته إلا حرَّم الله عليه الجنة )) وفي رواية أبي المـَلِيَح أن عبيدَ الله بنَ زيادٍ دخل على مَعْقِلِ بنِ يسارٍ في مرضه فقال له مَعْقِلٌ: إني مُحدِّثُك بحديثٍ لولا أني في الموت لم أحدِّثْكَ به سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما من أميرٍ يَلِي أمرَ المسلمين ثم لا يَجْهَدُ لهم ويَنْصَحُ إلا لم يدخلْ معهم الجنة )) وعن عطاءِ بنِ أبي رَبَاحٍ قال: (( حدَّثَتْنِي فاطمةُ امرأةُ عمرَ بنِ عبدِ العزيز أنها دخلتْ عليه، فإذا هو في مُصلَّاه، يدُهُ على خدِّه، سائلةٌ دموعه، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، ألِشَيءٍ حَدَث؟ قال: يا فاطمة، إني تقلّدتُ أمرَ أمّةِ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، فتفكرتُ في الفقيرِ الجائع، والمريضِ الضائع، والعاري المجهود، والمظلومِ المقهور، والغريبِ المأسور، والكبيرِ، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمتُ أنَّ ربي سيسألني عنهم، وأن خَصْمِي دونهم مُحمّدٌ صلى الله عليه وسلم، فخشِيتُ ألا تَثْبُتَ لي حُجَّةٌ عند خصومتِه، فرَحِمْتُ نفسي فبَكَيْتُ )).
أيها المسلمون، إن من أعظمِ مصالحِنا، وأكبرِ مطالبِنا، استمرارَ الماء والكهرباء، وعدمَ انقطاعهِما، وهذه بلدة حارَّةٌ، شديدةُ الحرارة، والكهرباء فيها من الضروريات، فيجب على القائمين على هذه المرافقِ الحيوية القيامُ بواجبهِم وأداء الأمانةِ الموكلةِ إليهم، والسعيُ في مصلحة المسلمين، ولا يجوزُ لأحدٍ أن يتصرفَ تصرُّفًا يَضُرُّ بمصالح الناس، فإن هذا أمرٌ عظيمٌ، وأثاره خطيرةٌ، وعقوبتُه عظيمةٌ، والظلم ُكلُّه عظيمٌ، وظلمُ أمّةٍ أعظمُ عند الله من ظُلم فردٍ، فليتقِ اللهَ كلُّ امرئٍ في نفسِه، ولْيُراقبِ اللهَ في تصرفاتَه، فاليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل..
وعلى المسئول من النصح لعامة المسلمين أعظم مما عليهم تجاه بعضهم البعض، فعليه رعاية مصالحهم والسهر عليها فهو منهم بمنزلة الوصي من اليتيم والوالد من الولد.
ومن مصالح المسلمين العامة التي يجب توفيرها ورعايتها وحمايتها والمحافظة عليها وتطويرها: ( الكهرباء والمياه والطرقات.. )؛ فالكهرباء في المناطق الحارة من الضروريات، والماء مادة الحياة، والطرقات للانتقال والتواصل ونقل السلع والبضائع وتسهيل التجارة وقيام معايش الناس..
ومن رفق بالناس رفق الله به ومن شق عليهم شق الله عليه.
أيها المسلمون، ومن النصح للمسلمين: الالتزام بالإرشادات الخاصة بسلامة الأغذية، فعلى الجهات الرقابية في الحفاظ على سلامة الغذاء القيام بمهامهم، وعدم التساهل عند وجود المخالفات، والتأكد من صحة وسلامة المواد الغذائية، وعلى التجار التقيد بالشروط الصحية، وحفظ الأمانة، وعدم الإضرار بالناس، وعلى الناس التأكد من صلاحية المواد للاستعمال قبل شرائها، والإبلاغ عن أي محل يبيع موادا تالفة أو فاسدة أو منتهية الصلاحية.
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين..
0 التعليقات:
إرسال تعليق