مكانة الأشهر الحرم وفضل عشر ذي الحجة
[ 26/11/1433هـالموافق 12/10/2012م ]
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [ آل عمران : 102 ] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [ النساء : : 1 ] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [ الأحزاب : 70 , 71 ] .
أما بعد , فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - r - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أيها المسلمون , يقول الله - جل وعلا - : ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ . إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [ التوبة : 36 , 37 ] .
عباد الله هاتان الآيتان من كتاب الله من سورة التوبة وسورة التوبة آخر ما نزل من القرآن وهاتان الآيتان لا تعدو إحدى وعشرين كلمة ولكن لها مدلولات عظيمة ونريد أن نقف مع هاتين الآيتين وقفتين بما يسمح به مقام الخطبة فإن الله - عز وجل - الذي خلق الكون ووضع له ناموسًا وقانونًا يسير عليه وضع للبشر أيضًا ناموسًا وقانونًا يسيرون عليه ولا بد من التزام القانونين الدين الكوني والقانون الكوني وكذلك القانون البشري الذي وضعه الله - جل وعلا - وأي اختلاف في القانون البشري والدين البشري فإنه سيصطدم حتمًا مع القانون الكوني .
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ في كتاب الله ؛ أي في اللوح المحفوظ منذ أن خلق الله الكون جعل الزمان اثني عشر شهرًا وهذا الحكم ثابت ثبات الحكم الكوني وثبات الناموس الذي يسير عليه الكون .
﴿ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ معظمه عند الله يعظم فيها القتال والذنب وهي ثلاث متواليات ذو القعدة - وهو الشهر الذي نحن فيه - وذو الحجة ومحرم فهذه ثلاث متواليات ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وكانت مضر تعظمه أكثر من غيرها من القبائل العربية ولما كان هذا من ملة إبراهيم فكانت العرب تعظمه لأن احتياجها للأمن الشامل حيث تتحرك في تجاراتها وكان الرجل يلقى قاتل أخيه أو أبيه في الحرم أو في الأشهر الحرم فلم يكن ينوشه أو يؤذيه ؛ إن الله - عز وجل - الذي يعلم ما ستؤول إليه الأمور من الحروب والتطاحن جعل أشهرًا محرمه , ومكانًا محرمًا , من أجل أن تسير حياة الناس ويأمنون فيها ويتنقلون فيها لتجاراتهم وأسفارهم وهذا حرمته عند الله كحرمة الناموس الكوني يوم خلق الله السموات الأرض فلاحتياج العرب لهذه الحرمات كانت بقيت هذه الحرمات مما ورثته من دين إبراهيم الخليل - عليه السلام – وكان أهل الجاهلية يعظمون هذه الأشهر الحرم فهذه الأشهر الحرم الذنب فيها عظيم كما أن الحسنة فيها عظيمة ولذلك المسلم يتقي الله فيها امتثالًا لقوله – تعالى - : ﴿ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ والظلم أعظمه الشرك بالله ثم ظلم الناس بالتعدي على حقوقهم أو أموالهم أو أعراضهم ثم ظلم العبد نفسه باقتراف الذنوب والمعاصي فلا تظلموا فيهن أنفسكم ؛ أي في الأشهر الحرم . وقيل : بل في سائرهن .
والله - عز وجل - عظمها أكثر من غيرها فالظلم محرم في كل وقت وهو في هذه الأشهر أعظم حرمة ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ فهذه هي الحقيقة الأولى أن الله جعل المشركين كلهم اليهودي منهم والنصراني والوثني والبوذي معسكرًا واحدًا فهما معسكران يتصارعان إلى يوم القيامة على الحق الذي أرسل الله به رسله ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً ﴾ أي جميعًا وأنتم مجتمعون وصفكم واحد ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ﴾ ونحن نشاهد التاريخ أيضًا في وقائعه نجد أن الكفار يتفرقون فيما بينهم لكنهم يتفقون على حرب هذا الدين كما نشاهد موقف الشرق والغرب اليوم من الكيان الصهيوني ومن قضايا الأمة الحساسة الخطيرة كما في سوريا مثلًا فاجتمعوا على حرب هذه الأمة فالله - جل وعلا - يبين لكم عدوكم وأن الصراع عقائدي وأن المشركين حزب واحد ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ .
﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ﴾ كانت العرب إذا أرادت أن تقاتل في شهر الله المحرم أجلت تحريمه إلى صفر وأنسأت تحريمه إلى صفر فيجعلون صفرًا محرمًا ويقاتلون في الشهر الحرام من أجل مصالح فيقوم من يفتي لهم من العرب بجواز ذلك فالله - عز وجل - حكم بأن هذا تلاعب بكلامه ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ زيادة في الكفر على كفرهم فبالإضافة إلى كفر التكذيب أضافوا إلى ذلك كفر التشريع من دون الله ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [ الشورى : 21 ] .
﴿ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا ﴾ فإذا انقضت حاجتهم قام من يفتي لهم بأن صفر عاد إلى حله وأن محرم عاد إلى حرمته ﴿ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ﴾ أي ليشابهوا عدة ما حرم الله في العدد دون النظر إلى أعيان تلك الشهور التي سماها الله - جل وعلا - ﴿ لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ .
إن هذا التشريع من دون الله والمخالف لشرع الله هو كفر بالله ونحن إذ نؤكد على هذه القضية وهي أخطر مشكلة في العصر الحديث تمر بها الأمة الإسلامية وهي تبديل شرع الله والحكم بغير ما أنزل الله وما مشاكلنا التي نعانيها من سنين طويلة كمشكلة فلسطين أو العراق أو غير ذلك إلا جزء من هذه المشكلة العظيمة والبلية والطامة الكبرى وهي تبديل شرع الله والحكم بغير ما أنزل الله قال رسول الله - r - : (( وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم )) ([1]) ومع الأسف هذا التبديل حصل للأمة في كل دولها التي تنتسب إلى الإسلام وتسمى العالم الإسلامي , ليست هناك دولة تحكم بشرع الله بل إن هذه الآفة تسللت إلى الأمم والشعوب والأعراف القبلية والعادات المخالفة لشرع الله , فإنا لله وإنا إليه راجعون .
﴿ لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ ومن هنا نحن ندعو حكومة اليمن والحكومات الإسلامية كافه وحكومة الوفاق خاصة ولجنة الحوار الوطني إلى أن يكون أول مطلب لليمنيين هو تحكيم شريعة الله في كل صغيرة وكبيرة وأن يكون القرآن والسنة هما دستور هذا البلد المسلم وإلا فمشاكلنا المستعصية سواء المشكلة الأمنية أو المشكلة السياسية أو المشكلة الاقتصادية لن تحل إلا بالرجوع إلى كتاب الله وتحكيم شرعه ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [ الأعراف : 96 ] .
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد خالق الفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله أشهد بأنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده فصلى الله عليه وعلى آله صلاة وتسليمًا كثيرًا .
أما بعد , فيا أمة الإسلام , فقد أظلتكم العشر ؛ عشر ذي الحجة وهي أفضل أيام الدنيا وفيها يوم عرفة وفيها يوم النحر فهو أفضل أيام الدنيا كما صح عن المصطفى - r - : (( خير أيام الدنيا يوم النحر ثم يوم القر )) ([2]) ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى ويوم القر هو اليوم الذي يليه سمي بذلك لأن أهل منى يقرون بمنى بعد تجوالهم بين عرفات ومزدلفة ومكة يقرون ليذكروا الله في أيام معدودات وهي أيام التشريق الثلاثة أيام منى .
وعشر ذي الحجة أقسم الله بها وإذا أقسم الله بشيء دل على عظمته , روى الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن النبي - r - أنه قال : (( ليال عشر هي عشر ذي الحجة والشفع هو يوم النحر والوتر هو يوم عرفة )) ([3]) كما أقسم الله - جل وعلا - في سورة البروج بقوله : ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [ البروج : 3 ] . والشاهد هو يوم الجمعة والمشهود هو يوم عرفة فأقسم الله - عز وجل - بهذه الأيام وهذه الليالي .
وعشر ذي الحجة العمل الصالح فيها أعظم عند الله حتى من الجهاد في سبيل الله في غير العشر إذ قال رسول الله - r - (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من عشر ذي الحجة . قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله - أي مجاهدًا - فلم يرجع من ذلك بشيء )) ([4]) .
فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير وتلاوة القرآن وحافظوا على الصلوات في وقتها في جماعة بخشوع وأن يختم الإنسان ما استطاع في هذه الأيام العظيمة ولعل تفضل هذه الأيام على غيرها من أيام الدهر لأن أمهات العبادات تجتمع فيها الصلاة والصوم والصدقة والحج ولا يتصور اجتماع هذه الأركان العظيمة في غير ذي الحجة .
وقد سئل الإمام بن تيمية : أيها أفضل العشر الأواخر من رمضان أو عشر ذي الحجة ؟ فقال : إن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأخيرة من رمضان وليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي ذي الحجة .
وقد كان بعض السلف يرى أنها أفضل حتى من العشر الأواخر من رمضان ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها فقد روى الدارمي بسند عن سعيد بن جبير - وهو من أئمة التابعين وعلمائهم من أصحاب بن عباس - أنه كان يجتهد اجتهادًا عظيمًا لا يقدر عليه ([5]) وكان يقول للناس : لا تطفئوا السرج في ليالي عشر ذي الحجة من أجل القيام وتلاوة القرآن وهو يرى أنها أفضل .
عباد الله , إن لله نفحات في دهره فتعرضوا لنفحات الله لتطول بذلك أعماركم من حيث الكيف والحسنات فإن هذه المواسم من استغلها سعد ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [ الصف : 10 , 11 ] .
وهنالك من السنن المهجوة في هذه العشر ترك التكبير , فالتكبير يشرع مطلقًا من بداية هذه العشر في الأسواق والاجتماعات وغيرها كما روى البخاري تعليقًا في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان في العشر من ذي الحجة إلى السوق فيكبران فيكبر الناس بتكبيرهما ([6]) , فاستغلوا هذه الأوقات العظيمة بطاعة الله والرجوع إليه والتوبة والإنابة إلية وكثرة الأعمال الصالحة فإنها خير حتى من الجهاد في سبيل الله في غيرها .
ثم اعلموا عباد الله أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه , وثنَّى بالملائكة المسبحة بقدسه وثلَّث بكم أيها المؤمنون من جنِّه وإنسه , فقال - ولم يزل قائلًا عليمًا وآمرًا حكيمًا - : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [ الأحزاب 56 ] .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
وارضَ اللهم عن الأئمة الخلفاء , الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علي وعن سائر الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين , واحفظ حَوزة الدين , وأذل الشرك والمشركين , اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا يُعَزُّ فيه أهل طاعتك , ويُذَلُّ فيه أهل معصيتك , ويُؤمَر فيه بالمعروف , ويُنهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء .
اللهم انصر المسلمين في سوريا , اللهم أيدهم بتأييدك وانصرهم بنصرك , اللهم عليك بالطاغية الأسد وأعوانه , اللهم فرِّق جمعهم وشتِّت شملهم وفلَّ حدهم واجعل الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [ الأعراف : 23 ] ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [ البقرة : 201 ] .
عباد الله , ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [ النحل : 90 ] , فاذكروا الله العلي الجليل يذكركم واسألوه من فضله يعطكم واشكروه على آلائه يزدكم ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [ العنكبوت : 45 ] .
[1] - رواه ابن ماجه (4019) وصححه الألباني .
[2] - رواه أحمد (19098) وصححه الألباني .
[3] - رواه أحمد (14551) بسند صحيح .
[4] - رواه أحمد (1968) بسند صحيح .
[5] - رواه الدارمي (1774) بسند صحيح .
[6] - البخاري (1/329) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق